الاثنين، 29 مايو 2023

🌹مصر التي في خاطري🌹 ناجح صالح

 مصر التي في خاطري

============ 

منذ عام 1956 وأنا صبي بدأ يفهم ويدرك ما حوله وحيث بدأت رحلتي مع الكتاب ثم وانا اعيش احداث العدوان الثلاثي على مصر وأتفاعل معها عبر اذاعة صوت العرب والقاهرة ونشيد الله اكبر والاناشيد الوطنية الاخرى وخطابات عبد الناصر ، فراحت تحتويني مشاعر فياضة من الأسى لمشاهد مؤلمة في وقت كانت بور سعيد تواجه التحدي الأكبر لهذا العدوان في مقاومة وفي بطولة منقطعة النظير ..وانتصرت مصر .

راح حبي لمصر يزداد يوما بعد يوم .. أجل عشقت مصر وتعلمت من مصر أدبا وفنا وعلما ، قرأت لادبائها .. طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ ويوسف ادريس و...واستمتعت بفنها صوتا ولحنا وكلمة ..عبد الوهاب وام كلثوم والسنباطي ومحمد القصبجي وكمال الطويل والموجي ومحمود الشريف وبليغ حمدي و...وتفاعلت مع فرائها ..ابو العينين وعبد الباسط والمنشاوي ومحمد رفعت .

كانت فترة الخمسينيات والستينيات هي حقا سنوات الزمن الجميل .

وأنا اتابع الاحداث فرحت بوحدة مصر مع سوريا عام 1958 وحزنت حزنا شديدا يوم الانفصال في عام 1961 ،كانت طعنة موجعة من الخلف ولكن مصر مضت رغم المؤامرات فكان السد العالي وكانت القرارات الاشتراكية ومؤتو باندونغ للحياد الايجابي .وجاء عام 1967 يوم 5 حزيران وتنحى عبد الناصر عن الرئاسة وعاد اليها بعد ضغط جماهيري .. ما زلت اذكر ذلك وقلبي حينها يتفطر ، ولم تمض سنوات ثلات حتى توفي عبد الناصر .. قتلته الهزيمة وخيانة الهزيمة .. لم يحتمل قلبه ذلك فودع الحياة في ايلول عام 1970 ... وجاء السادات وتنكر لرفيق دربه ..احداث تثير في النفس جروحا .

وتمضي الاعوام وتشغلنا مشاغل الحياة بما فيها من عمل وتكوين اسرة بما فيها من مسؤولية وتربية أبناء ...في حين ان وطني العراق لا يستقر على حال سواء مع السلطة او ما اجهضته الحرب مع ايران ثم غزو الكويت اعقبه الحصار الظالم ثم اخيرا الاحتلال الامريكي ليختم صفحة ويفتح صفحة هي أسوأ صفحة في تاريخنا .

ومع هذا وذاك تبقى مصر في خاطري معززة مكرمة .. هي من احببت ومنها تعلمت .. وان كنت انسى فلا انسى يوم زرتها في عام 1964 وطفت في ارجاء القاهرة وشربت من ماء نيلها كما طفت في ارجاء الاسكندرية واستمتعت بساعاتها على شواطئ البحر المتوسط .

وماذا بعد !..تبقى مصر قلب العرب النابض وتبقى ذكراها تثير في النفس ذكريات لا تنسى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...