الثلاثاء، 2 مايو 2023

🌺اهمية توثيق الموروث التاريخي🌺 حشاني زغيدي

 تَرصُدُ "أخبار اليوم" كُلَّ حِينٍ مَقالاتٍ فِي جميعِ المَجالاتِ، وتَنشُرها تَكريمًا لِأصحابِها، وبِهدفِ مُتابَعةِ النُّقَّادِ لها وقراءتِها بِأدواتِهم، ولاطِّلاعِ القرَّاءِ الكِرامِ علَى ما تَجودُ به العقولُ مِن فِكرٍ ذِي مُتعةٍ ومَنفعةٍ... وما يُنْشَرُ علَى مَسؤوليَّةِ الأساتذةِ والنُّقَّادِ والكُتَّابِ وضُيوفِ أيِّ حِوارٍ واستكتابٍ وذَوِي المَقالاتِ والإبداعاتِ الأدبيَّةِ مِن حيثُ المِلكيَّةِ والرَّأيِ.


ينشرها الأستاذ الأديب جمال بوزيان 


*****


أهمية توثيق الموروث التاريخي


أ. حشاني زغيدي


  

المرء مولع بحب المعرفة، مولع بحب اكتشاف الحقائق، يحب كشف حقائق الأشياء، وذاك البحث طبيعي إذا وضع في سياقه الحقيقي، غرضه كشف الحجب المستورة، نبحث ونجد في البحث لا لشيء سوى الوصول للحقيقة، ونحن نحاول الكشف عن تلك الحقائق يصيبنا خوف مهول، كأنه امتحان صعب لا نستطيع مقاومة صعوبته، نلمس هذا عند تعرضنا لدراسة وقائع تاريخية عاشها مجتمع ما. في حقبة ما، فنخاف فتح سجل أحداث الماضي، فندفن رؤوسنا في الرمل مثل النعامة خوفا من حقائق التاريخ الصادمة، وتلك الحقائق والأحداث هي حق طبيعي للأجيال يمنحها حق التعرف على ماضيها.

نقرأ ونسمع حقائق تاريخية مروية في مجملها لا تخضع لمعايير البحث العلمي، كل واحد يحكي من الروايات كالأحاجي، فيها مصدق وآخر مكذب، وآخر حائر لا يعرف الصدق من الزيف، وأهل الصنعة من أصحاب التخصص أقلامهم عاجزة أن تخرج مدفون التاريخ، ليكشفوا حقائقه للحيارى بالدراسة وتمحيص ورد زيف الروايات الشعبية، وواجب أصحاب الصنعة حماية تاريخ الشعوب والأوطان من المحو والتحريف حماية للذاكرة. 

لعل فضل شبكات التواصل الاجتماعي اليوم سمحت لنا عرض هذا الموضوع حبا لمعرفة الوجه المشرق لتاريخنا، وحبا لمعرفة موروثنا الشعبي الزاخر بالأحداث المهمة وضعت أمامنا الكثير من المستندات والوثائق النادرة والصور القديمة لحياة مجتمعاتنا وهم مشكورون على ذلك المجهود ولكن يبقى الأمر غير كاف، ويبقى دور أصحاب الحرفة الأهم من خلال الكتابة وإصدار الأبحاث والدراسات في الجامعات في مخابر البحث العلمي، مع تشجيع المهتمين بالدراسات التاريخية من الأساتذة لتدوين أعمالهم البحثية أو إخراج وثائقهم المحجوزة في محفوظاتهم لينفضوا عنها الغبار حتى يتمكن الجميع من التعرف على مآثر أجيال خلدت تاريخها بنضالات بقت شاهدة ، كما لا يحق لأحد أن يحجب تلك المآثر بالحذف أو التحريف أو طمس حقائقها أو المنع ، كما أننا لا يمكن بحال أن نحاكم تاريخ حقبة زمنية أو أن نخون أو نجرم، فما يهمنا سوى كشف الحقائق ، فالتاريخ ذاكرة الشعوب.

كما يجب أن نلفت المهتمين بالدراسات التاريخية حاجتنا للتوثيق الرقمي بدءا بالمهتمين إلى الباحثين الأكاديميين تدوين الأحداث التاريخية في منصاتهم، وتشجيع الحوارات العلمية مع أصحاب التخصص والباحثين بعيدا عن لغة التعصب، وتحريف نيات المهتمين أو التقليل من شأن جهودهم البحثية، فكل جهد مقدم يحترم فدافعه تقديم إضافة بحثية ونفض الغبار على الأحداث المنسية على الحفر على أخطاء الماضي والإساءة لأصحابه.

فإلى متى يظل الخوف يأسرنا لنكشف الحجب لمعرفة حقائق تاريخنا المشرق الخالي من تحريف المغالين وانتحال أصحاب النيات الخبيثة الذين عملوا ويعملون على طمس نضارة ماضينا المشرق، همهم حجب صفحة بباض ماضينا المشرق، وهذه الاستغاثة تحتم على الأسرة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية القيام بدورها المنوط بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...