شَيخُ العُرُوبَة
شَيْخُ الْعُرُوبَةِ عَفوَاً ضَاقَتِ الْحِيَلُ
وضَاقَ شَوقي اصْطِبَارًا .. كَيفَ لا أَصِلُ ؟
ودَدْتُ لَوْ أَنَّ لي كالطَّيرِ أجْنِحَةً
أغدُو سِبَاقاً معَ الأشوَاقِ ارتَحِلُ
يا مُنيَةُ أرتَجِيهَا اليَومَ قبلَ غَدٍ
هيَّا اسرِعي إنّ صَبري لَيسَ يُحتَمَلُ
تاقَتْ لأفيَائِكُمْ رُوحي يُطَارِحُهَا
هذَا الحَنينُ على جَنْبَيَّ يَشتَعِلُ
وفَاضَ وجدي وأضَنَتني لوَاعِجهُ
والقَلبُ في سَفَرِ الأنوَاءِ مُنشَغِلُ
وسِرْتُ في جُنَحِ الآمَادِ مُلتَحِفَاً
لَيْلَ الوِصَالِ يُشَاقيني ويَبْتَهِلُ
يا سَيّدي أيْنَ منّي اليَومَ مَنزِلَةً
يأوي إليهَا أنِينٌ وقْعهُ مُثُلُ
إنِّي قَدِمْتُ بأوجَاعٍ تَضِجُ بِهَا
شَوَارِدُ الأرضِ والأندَاءِ والسُبُلُ
أشْكُو إِليكَ بَنُو قَومي، حَمَاقَتُهُمْ
قَدْ أهلَكَتْ بَلَدَ الأعْرَابِ يا رَجُلُ
وصَارَ أَنْ قَطَّعُوا أوصَالَنَا إِرَبًا
حَتَّى غَدَونَا على الأبوَابِ نَقْتَتِلُ
وكانَ يا سَيِّدي ما كانَ مِنْ هَوَسٍ
والحَرْبُ بَينَ ثَنَايَا المَوتِ تَحتَفِلُ
لكِنَّنَا رَغْمَ بُؤْسٍ طَالَ يُنْهِكنَا
حتْمًا سَيُوَلَدُ مِنْ طيآتِهِ أَمَلُ
د. محمد حزام المشرقي
اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق