الجمعة، 1 سبتمبر 2023

( قصة قصيرة ) حب الصبا 🌹للكاتب أبو يوسف

 ( قصة قصيرة ) 

حب الصبا 


كان دائم المرور في ذلك الزقاق عسى ان تمد رأسها من الباب ليراها 

كان فنى لم يتجاوز الخامسة عشر من العمر 

و كانت هي بنفس عمره ....

كانت تمر من الشارع الذي يطل عليه منزل الفتى ..و كان منزلها على طريق مدرسته الثانوية 

تعلق بصره بها 

و احبها و كان حبه لها سرا مكنونا في قلبه 

لم يتجرأ ان يحدثها يوما 

و مرت الايام و هو يمر كل صباح 

من زقاقها ...

ليصادفها و يملأ عينيه برؤيتها 

كل يوم . ذات يوم ... كان الطقس ملبدا بالغيوم و الامطار على وشك ان تهطل .. و كان بجانب منزله حائط ممتد بشكل افقي يشبه المظلة .. فتح الباب ليذهب الى 

مدرسته تفاجأ بها تحتمي من المطر بتلك المظلة ..

اختلج قلبه الصغير و اختلجت هي فقد كانت تشعر به ..

ارتبك كل شئ 

تغير لونها و لونه 

عاجلها بالقاء التحية

هو : صباح الخير 

هي : صباح النور 

كلاهما تلعثم بالكلام 

هو : الجو ممطر 

هي : سيتوقف المطر و اكمل طريقي 

هو : ادخلي بيتنا ريثما يتوقف المطر 

هي : شكرا لك و قد غلبها الحياء 

هو : ادخلي كي لا تمرضي 

هي  باستحياء و خجل شديدان : 

شكرا لا استطيع صدقني 

هو : خذي هذه المظلة 

هي : و انت بدونها ستبتل و تمرض 

هو : لا يهم سأرتدي جاكيتا مطريا 

هي : سأذهب لقد تأخرت على مدرستي 

هو : ليتها تمطر 

كل يوم 

هي : سنغرق كلنا 

هو : اذا كنا سنغرق معا 

فلتمطر الى الابد 

تبادلا الابتسامات 

و مضى كل الى مدرسته 

و ضل الحال كما هو يمر في زقاقها و تمر بشارعهم و النظرات تروي حكايا لا يعلمها احد 

مضت السنين و تغيرت الدروب 

و لم يعد احد يرى الاخر .....

ثم كان ذلك اليوم 

الذي لم يكن بالحسبان الفتى اصبح رجلا و كان في طريقه لزيارة صديق 

رفع رأسه و تسمر في مكانه ركز بالنظر الى ذلك الوجه الصبوح 

فعادت به الايام الى حب تركز في زوايا التفكير ...

انها هي هي 

اراد ان يبادرها بالسؤال لكنه تلعثم بسبب نظراتها اليه كانت تركز النظر لتطوي  سنينا كثيرة مضت و تعود الى تلك المظلة و الشارع و الزقاق فأبتسمت  و ابتسم حرك شفاهه بأسمها 

هزت هي رأسها 

كانت تمسك يد ابنها و ترتدي عباءة و مر كلاهما بجانب بعضهما و عندما اقتربت منه سحب نفسا عميقا و كذلك هي .... مر الزمان و ها هما يلتقيان صدفة بلا موعد 

بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...