الأربعاء، 20 سبتمبر 2023

🌹عطر قهوة الجد✍🏻 الاستاذ ابو يوسف

 قصة قصيرة 


عطر قهوة الجد 


طفل صغير جده يحبه جدا و لا يفارقه .

مسموح له بتجاوز كل المحظورات في ديوان جده المعد للضيوف لا يفارق الجد يلاعبه و يهتم به كثيرا.

كثيرا ماكان يحمله على كتفه و ظهره حتى في الصلاة .

يوقضه معه فجرا 

و يؤنس احدهما الاخر . 

كل مساء كان الجد يهيئ مستلزمات و ادوات صنع القهوة العربية المعطرة بحبات الهال .... يرافقه حفيده الصغير 

يحمل معه تلك الادوات النحاسية من دلال و هاون ( هون) الطحن الى المقلاة و قدور حفظ ذلك المزيج ذو الرائحة الزكية التي تملأ المنزل برمته .

يخرج معه حبات القهوة ذات اللون البني الجميل و يضعون الفحم في المنقلة الاثرية حيث ستسقر دلال القهوة و تفوح رائحتها الزكية 

ينتهون من صنع القهوة فيجربها الجد و صديق له 

و يتذوق الصغير القهوة فيشعر بمرارتها فيبتسم الجد قائلا مرة يا ولدي لكنك سترى ان مرارتها تستحيل حلاوة و عذوبة تشبه الدنيا يا ولدي احيانا نتذوق مرارتها و نجد فيها شئ جميل .

فيرد الصغير جدي اريد قهوة 

فيناوله فنجان فاخرا فيرتشفها على دفعات 

مضت الايام و شاخ الجد و كبر الصغير لكنهما لم يفترقا و خصوصا حظور ليلة العيد 

حيث يعدان قهوة للضيوف الذين سيأتون ليتبادلو تهاني العيد .

يفرح ذاك الصغير 

عندما يطلب منه الجد استقبال الضيوف عند باب المنزل الملئ بكل الذكريات الجميلة المحفورة في ذاكرة ذاك الصغير

توالت الايام و مات الجد فبكي الصغير بحرقة و نادى جسد جده المسجى ... جدي 

من سيعد القهوة 

من سيلاعبني 

من يؤنسني 

اين المفر من الفراق ... 

اصبح الصغير شابا يافعا لكنه يشتاق الى عطر قهوة الجد الراحل .

تقوده قدماه الى مكان اعداد القهوة لكنه لم يعد يشم ذاك العطر المميز .

كثيرا ما كان يذهب الى شارع الرشيد فيدخل عامدا من جهة حافظ القاضي ليستمع بشم رائحة محل بن البرازيلي حيث تفوح رائحة القهوة و تعزو انوف جميع المارين في الشارع فيتذكر 

عطر القهوة العتيدة الممتزجة بذكرياته مع جده 


بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...