الأحد، 22 أكتوبر 2023

🌹البحث عن زيد ✍🏻ستار الفرطوسي

 البحث عن زيد ..


سكت الجرح النازف وصاح الألم ، لا يعرفون ما يخبيه القدر لهما اليوم ، الساعة ، أم غدا ، ماهي إلا لطائف الله يعطي الحياة لمن يشاء ويأخذها ممن يشاء ، كان الأبوان خارج المجمع السكني يبحثان عن أي شيء يشتريانه من طعام وشراب الحالة مأساوية حصار جوع وعطش حتى الهواء تغطيه رائحة البارود وفي كل لحظة تهوي وتتساوى بنايات مكونة من عدة طوابق مع الأرض بساكنيها نتيجة القصف الجوي ، إنهار منزلهما في تلك البناية وبداخله أولادهما الأطفال زيد وعمر أحسا من بعيد أن الهدف هذه المرة مجمعهم السكني تركا ما بأيدهما مهرولين مذعورين شاخصة أبصارهم ينادون ابناءنا أولادنا فلذات أكبادنا وصلت فرق الإنقاذ من الدفاع المدني والوحدات الصحية لينقذوا ما ينقذوه ، المنظر رهيب حطام كامل للبنايات وأصوات بعض الناجين تئن تحت الحجر تمكنت تلك الفرق من إنقاذ القليل من المصابين بينهم عمر البالغ ستة أعوام وكان متعلقا جدا بأخيه زيد الذي يصغره عام واحد وهو يصرخ أن زيدا نقل إلى المشفى ، أصبح هناك أملا أن يرونه على قيد الحياة توجهوا إلى هناك سيرا على الأقدام وأحيانا بالهرولة لعدم وجود سيارات تتحرك في المكان خوفا أن تقصف ، أخيرا وصلوا دخلوا إلى الردهات كانت جميعها ممتلئة ، المصابون مع جثث الشهداء مرميون على الأرض لكثرتهم ، الكادر الطبي قليل قياسا مع عدد الشهداء والجرحى ، أين هو وكيف سيجدونه قلبوا عشرات الموتى والجرحى ومازالوا يبحثون عنه أغشي على الأم فقدت الوعي بقي والده يبحث في زوايا المشفى مستمدا القوة ممن حوله لأن الواقعة كبيرة وكل بيت لديه أكثر من شهيد ، ها هي ثلاجة الموتى الأخيرة بدأ يتصفح وجوه من فيها من الموتى ويرتعب خوفا خشية من وجوده بينهم ، عثر فيها على ابنه زيد إنهار صاح بكى بأعلى صوته ثم أمسك نفسه قائلا يجب أن أكون قويا وأفوض أمري إلى الله وكي يخبر زوجته وابنه بمكان زيد ، وصل الخبر إليهما جاؤا مسرعين تتخطى خطواتهم جثث الموتى نادت أمه ياقرة العين كم انت مسرعا بفراقنا ياولدي لعن الله قاتليك في الدنيا والآخرة احتسبك عند الله شهيدا شافعا لنا عند رب كريم ، أما عمر همس في أذن أخيه الشهيد لن أتركك تذهب وحيدا وانما قريبا سألحق بك فنحن أطفال فلسطين لا نكبر وإنما نموت بعمر قصير ..


بقلمي ستار الفرطوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...