لماذا لم تدقوا الجدار
سألته : لماذا لم تدقوا الجدار ؟
فسألني، ولماذا أنتم لم تفكوا الحصار ؟
ولماذا أنتم لم تهدموا الأسوار ؟
ولماذا أنتم لم تشعلوا الأنوار ؟
ولماذا أنتم لم تحفظوا الأسرار ؟
ولماذا أنتم لم تخاصموا الأشرار ؟
فقلت له : سألتك فقط باختصار
حتى نناقش بعض الأفكار
فنعرف مثلا
عدد ما تحتاجه ملابسكم من أزرار
وعدد المظلات الواقيات من الأمطار
وكذلك عدد أكفان الشهداء الأبرار
ونتأكد منكم
هل تحبون لحم الإبل أم لحم الأبقار ؟
وهل يشرب أطفالكم القهوة أم الشاي مع الإفطار ؟
وهل أعراسكم تتضمن عزف الناي والقيثار ؟
وكذلك نعرف من أحوالكم
وقتنا للتنديد والإدانة
ووقتنا للشجب والاستنكار
وبعدها نعرف حجم الدمار
حتى نساهم في إعادة الإعمار
وأخيرا، إذا كان هناك نصر - لا سمح الله -
أحضرنا لكم أكاليل الورود والأزهار
وأخذنا معكم الصورة في الأخبار
فقال لي : سامحني يا من كنا ننتظرهم بإصرار
لقد دقينا الجدار
علنا نسمع صوتا أو نرى شرار
ثم دقينا ودقينا الجدار
حتى تفتت العظم منا وخار
ثم دقينا ودقينا ودقينا الجدار
حتى مللنا من الانتظار
وحتى أصبحنا نحن والجدار جدار
لأننا نحن أصحاب السيف
وأصحاب الطوفان
وأصحاب الإعصار
وإنه لجهاد
استشهاد أو انتصار.
سعيد البشير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق