أَيُّهَا الْمُتَفَرِّجون
بقلمي د . حسين موسى
أَيُّهَا الْمُتَفَرِّجون عَلَى غَزّة
هَذِهِ لَيْسَتْ مَسْرَحِيَّة
هَذَا جَلَّاد وَتِلْك ضَحِيَّة
أنبئوني هَل صفّقتُم لأشلاء
أَوْلَادِي تَتَنَاثَرُ فِي الْبَوَادِي
أَم لِأُمِّي وَأُخْتِي وَزَوْجَتِي
تَلُوك لَحْمِهَا وُحُوشٌ صَهْيُونِيَّة
أَم صفّقتُم لِوَالِدِي الشَّيْخ
يُدْفَنُ تَحْتَ الرُّكَامِ
لَم يُشَيِّعَه أَحَدٌ
أَوْ تَمَسَّه أيدٍ آدَمِيَّة
أَيُّهَا الْمُتَفَرِّجون عُذْرًا
فَهَذِه قَضِيَّة
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ مِنْهَا
نسلُ أَو زُمْرَةٌ دَمَوِيَّة
فَهِي مُسْتَقْبِل أُمِّةٍ وهويّة
أَيُّهَا الْمُتَفَرِّجون
هَلْ كَانَ تصفيقكم
لِلْجَلَّاد أَم الضَّحِيَّة
وَإِنْ كَانَتْ عَرَضًا
فَلَا بُدَّ تَنْتَهِي الْمَسْرَحِيَّة
وَهَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ أَخْبِرُونِي
وَأَنْتُم تسيرونَ فِي الْمَدَائِنِ
أَيْن المغول والتتار
أَيْن هُولَاكُو وجنكيز خَان
أَيْنَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ وَالسَّبْتِ
والأيكة وَقَوْم تُبَّع وَالْبَقِيَّة
فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُم حُصُونُهُم وعروشهم
وقوَّتهم مِنْ اللَّهِ شَيْئًا
وَكَانَ امْرَأً مَقْضِيًّا
أَلَم يَأْمُرُكُم رَبُّكُمْ أَنْ تَمْشُوا
وتتدبروا أَمَر أَقْوَامٍ كَانُوا
أَقْوَى مِنْكُم وباتوا هباءً بَيْنَ
لَيْلَةٍ وَعَشِيًّا
فَلَا يَغُرَّنَّكُم كَالسَّيْلِ قوّتكم
وَأَوْلِيَاءَ واليتموهم يَعْلَمُ
ماتبدون وَمَا حَسِبْتُم أَنَّه خفياّ
أَيُّهَا الْمُتَفَرِّجون
إنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا بَلْسَمَةَ جِراحنا
فَلَا تَنْكَأوها
أَو تَنْكِزوها
وَسَتَكُون لَنَا مِنْكُمْ أَجْمَل هَدِيَّة
تَنَامُون ليلكم ظَنًّا أَنَّكُم آمِنِين
ً أ أمِنْتُم إنْ جَعَلَ اللَّهُ تَحْتَكُم سَرِيَّا
فَأَخْبِرُونَا بِأَيّ الْكُتُب وَالشَّرَائِع نُخاطِبُكم
فَكُلّ الفلسفات قَامَتْ عَلَى الْحِكْمَةِ
ونَبذَتِ البرْبَريّة
أَيُّهَا الْمُتَفَرِّجون
إنْ عَجَزْتُم فَقُولُوا سَلَامًا
تَغْفِرُ لَكُم غَزّةَ خَطَايَاكُم
وألاّ تَأْتُوهَا بفريّة
فالصَّمْتُ كَمَا الْإِفْكُ بِشَرْعِ اللَّهِ فِتْنَةٌ
فغزة كَمَا فِلَسْطِين خِيَارَهَا
المَنيَّةُ وَلَا الدَنِّية
د . حسين موسى
كَاتِب وصحفي فِلَسْطِينِي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق