الاثنين، 4 ديسمبر 2023

نفق الذاكرة بقلم الشاعر مصطفى محمد كبار

 نفق الذاكرة


ما وراء الذاكرة ظلمُ 

آلهتي

و ضباب الحكايا 

بوجه الحياة و كآبة

العناوين

كل ماتبقى ورائي قد

تلاشى 

كانت إكذوبة العمر 

الخاسر

هي حياتي 

كانت تلهو بأضرحتي و 

بكل

القرابين بوهم الأيام

مراياها كانت بكاء 

طفولتي

تئن وجعاً بالحنين 

ماذا 

كنت أنتظر من الحياة 

غير وجعي

لا ضحكة و لا راحٌ  لي

هاهنا 

أعدُ  بكاسات الضياع 

من جسدي

و أرسمُ بخيبتي ملامح 

الموت

انتظرت طويلا حتى 

ثكل هذا الجسد

ذاك الشيء الغريب لأضحكَ

قليلاً 

نافذتي بقيت تشهق مراً

بلوعة الإنتظار

و بدأ الغبار يتراكم بنكسة 

الأيام في ذاكرتي 

على باب الريح 

حلمتُ أن أطير كطائرٍ 

حر

أشقُ بجناحي نوافذ الأحلام

البعيدة

كي أحمل للراحلين جنازة

قلبي 

و أهمسُ لهم بسيرة الأوجاع 

المحبطة

لكني مازلت أرشفُ من 

ظلام الليل تعبي

مازلتُ لا أقوى على المسير

أكثرَ من وجعي

و أجهل كل تفاصيل الإنكسار

مع الحجر

هل حقاً  أنا أحمل صفة 

الأنسان الحي

فمن يحمل بيدهِ كفن الحياة

منذ البدايةِ

لا يحق له أن يحلمَ بالفراشةِ

و الزهرة

قد سمني ملاكاً  

ثم إحتلَ جسدي و ذاكرتي 

بألف جرح

و راحَ يمضي إلى حيث

مماتي

لماذا النسيانُ صفة من 

صفات الراحلين

لا  أشعرُ بصدى الأشياء من 

حولي 

و لا برقص الشبح 

الأسود

غيومٍ بيضاء كحلم قديم

ترحل عني

تلبس ثوب القصيدة و تبكي

على فراقي

و أنا كذلك أبكي مطراً حينما

تغيب

بعض الكلمات نُقِشتها 

على السراب

كان الفجر يطلع هناك 

أزرق 

قبل الرحيل بوقت قليل

نسيت كل شيء

و حملقت بصورة النجوم

رحتُ أصفنُ حتى

المنام

حتى نسيتُ الماء و لون 

السماء  

دمعتي الأبدية بجدار

القوافي 

كم كانَ قاسياً برحيله

و مؤلم

رحل  نسي بعض أشيائه

في البيت

لأموتَ أكثر خلف الحنين

و لم يعد  يحفظ رقم 

هاتفي

أو  يحمل معه صورتي

و عنواني الجديد 

يا أيها البعيد منذ  متى 

رحلت .؟

فأصبحتَ بطول السنين

مجرد ذكريات 

توهمت بكَ مطراً

حينما أشبعني خصوبة الأرض 

صحبة الرمل

فتهتُ في الصحراء 

العذاب

و أنا  أهرب بذكراك

للعدم

و لم يكن هناك ينقصني 

وجعٌ آخر 

لأبكي على الغياب

كلما مر الزمان من هنا

دونت به جرحي بآخر

الأحزان

و نمتُ واقفاً أشرق بصدري

لهذا الفراغ

هي حقيبة السفر وحدها

تدرك بالفراق

إنها مليئة بأسرار العمر 

المكسور

فمن كان يصنع لي خيطاً 

من ريش الحمام

و قال كلاماً في الحب و 

أجهش بالوداع

وحده كان يملك القرار 

الهروب

و دفن الذكرى

من  كتبَ فوق جدار 

القلب

أنا  دنياك  أنا هواك 

كان أجدر  به أن لا يجعلني

أحيا في السراب ثم

أموت وجعاً 

من علمني كتابة الحرف 

منذ البدايات 

هو صاحب هذا الوجع

الكبير

حتى بآخر الليل عندما 

كان 

يقترب الحلم منا

كنت أراه يلملم خيبتي 

من هزيمة الليل

همس لي من البعيدِ 

قال  كلاماً كالفلاسفةِ 

ضبابياً 

لم أفهمهُ  بأي لغةٍ هو 

نطق

ربما كان يريد أن يعطيني

نعوة ذكراه ويمضي

أو ربما كان يريد أن يطعنَ 

بعشرتي  أكثر  فسبقه 

الوقت

قلت في نفسي لآخَري

القاتل

منذ متى هو حائر هكذا 

بقتلي

فرد  الجرح بنبرةٍ عالية

منذ أسقطك القلب و

متَ حجراً 

قلت إذاً  أنا مقتولٌ منذ 

زمن الولادة

فلماذا  إذاً  أحزنُ و أبكي

على الراحلين 

فخاب ظني به و إني

أدمنته بجرحي

هو أيضاً قد خاب ظنه 

حينما

رماني بالطعن و رحل

و أنا  لم  أمت ْ

هو خائفٌ لأني مازلت

حي 

و أنا  كذلك 

خائفٌ  من  شكل  القصيدة 

بالدمع  ..... الساقط


مصطفى محمد كبار

حلب سوريا  .........  ٢٠٢٣/١٢/١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...