خفيفُ الوزن
لا يحفظُ المرءُ من هذا البلا بدنَه
تقسو الحياةُ فتلقي في الثرى لبنَه
تلكَ الوحوشُ تعرّي نابَها علنًا
من يسرقِ الناسَ يدفع بعدها ثمنَه
من يظلمِ الناسَ يأتِ الدهرُ يفجعُه
من يظلمِ الناسَ يفرش بالأسى سكنَه
في أبلغِ الظلمِ لم يسطع بلوغَ علًا
أبشر هناكَ ففيها يلتقي حزنَه
ما أطولَ البؤسَ وسطَ النارِ موعدُهم
وسطَ العذابِ ثواني الماكثينَ سنَه
كلُّ الجوارحِ تحكي تستجيبُ هنا
انكر إذا شئتَ بالتالي تقولُ أنَه
لا يأخذُ الّلصُ ما أفنى الحياةَ له
حتمًا سيترُكُ هذا ماعدا كفنَه
هذا الكذوبُ خفيفٌ وزنُهُ بغدٍ
حتى الإلهُ بيومِ الحشرِ لن يزنَه
تأتي النفوسُ ويعلو الخوفُ خافقَها
عندِ الصراطِ فلا تنجو سوى اليقنَه
بئسَ الرجالُ جنوا في العمرِ سيئةً
نعمَ الرجالُ شروا في هذهِ الحسنَه
لا أستسيغُ هنا ناسًا بلا خجلٍ
صفرَ الوجوهِ وانفاسًا بدت نتنَه
لا يعبدُ اللهَ بل يهوى نوازعَهُ
حتى تراهُ يراعي دائمًا وثنَه
فمدَّهُ الشرُّ حتى أُسرجت يدُهُ
وأسرجَ القلبَ واستدعى له أذنَه
ومدَّهُ بظلامِ الليلِ سيدُهُ
مدًّا سميجًا لكي تنمو بها إحنَه
تجيؤهُ الكفُّ تدعو الليلَ أطولَهُ
تدعو الإلهَ فأرداهُ وقد لعنَه
بواعثُ الشرِّ تجري في دمائِهِمُ
أجدى الخصالِ لديهم لو ترون هنَه
أهلُ المروءةِ ماءٌ طيبٌ عذبٌ
إذ باركَ اللهُ في أطباعنا الحسنَه
زرعٌ كثيرٌ بأيدي الناسِ مختلفٌ
من يزرعِ الطيبَ يملأ يومَها صحنَه
شبائكُ العمرِ تُلقى لا نميزُها
هذا ابنُ آدمَ لم يعرف هنا محنَه
وإذ تعثَّرَ وانهارت عريكتُهُ
لم يضمرِ اليومَ لاسرًا ولا علنَه
بئسَ المنافقُ والخوّانُ لو وجدوا
لا باركَ اللهُ في الباغينَ والخونَه
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق