القلب أدرى
القلبُ أدرى بوصب الَّشجو دائهُ ... من ذا الــذي غيرُ الـحبيب دوائهُ
لذعٌ يمسُ بُــــناة القلب إذ هوى ... كمثل بوارح حــطت فَـزيد شـقائهُ
فلا تلمهُ بغمرة الملهوف إذ شجا... بنار الوجـد من حُــرقٍ لهُ إغـوائهُ
أتعجب إذ ما رأيت عميَّ بصيرة ... لدهرٍ جفيٍّ سعى بالــحنق أجفائهُ
فساح بــلهفٍ بذات لا يراه احد ... والسر مكتوم بصدرٍ القبر إخفائه
كمثل سحابة صكت بماء قطرها... بحر ألآوام لقــــيض بضد روائهُ
أن المعذب بالصبابة ملتاع جمر... فيه المجامر صــنو الحريق إخائهُ
فيؤسر في كمد النوائب شــقوةً ... فمـس الجنون بعـقل غُلبت أهوائهُ
فتلذذت فيها الخصوم بما سلا ... عُري اـلقدود بسجم جارفٍ وبكائهُ
أن القتيل بجرحه بالنزف أدرى... من حيثُ تــــجري كالـهدير دمائهُ
إذا حلت منيته والــــعين حيرى ... كحيرة ضب عاف المـــلاذ إيوائهُ
بغدر العواذل أفكهم وبما وشوا ... وسعوا الفراق بطــمر الود إذوائهُ
فشكا القتيل لرب سعاية من جنا... مما تنافر جــذع الــعاشقين لحائهُ
فيا عجبا من فاقد للشيء بذلهُ ... هل يرتـــــجى منه الــسقيم شــفائهُ
وهو الذي قتل الـغرام بغيـــلةٍ ... فكيف لـربٍ بالقاتـــــــلين رضائهُ
لك الرجعى اله الكون ما جرى... لمـــخلوق به ضاق الفضاء سمائهُ
فهل بغيرك يا أله الكون نصرة... يشكوك من ظــنك ألـــدنا وخـوائهُ
فأنت المقدر لا سواك مـــقدراً ...وكلٌ به أجل انقضاء ما تم إمضائه
فلا مــفر لهذا ما أختــطهُ قدرٌ ... فأسجد بـناصية ولك النـداء دعائه
فلقد انبرى من بالحضيض لقمة... فهل من قبـول بهذا بغية إعـــلائهُ
فما من خلودٍ بقاءُ الذات واصباً ... وأخـر مـنزل دار الغــرور فنائهُ
أبو مصطفى آل قبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق