أنا هنا أمارس عزتي
وتوأمي كانت غزه
نسافر على قشة هزيله
نتوارى في تلافيف الصدى
نغمر ما تبقى من الألم
سوف نبقى هنا
حتى يرحل الألم
وتندمل الجراح
وتذوب الرصاصات العميله
أنا هنا
يرتديني طوق الياسمين
ومع غزتي ذات طوفان
ولا جبل يأوي جبل صهيون
وهذا العقال يستبيح بيض اليمام
ولا يزال مأوى للجرذان
وتلك الصعاليك الخارجة عن القبيله
أنا هنا
ولا حاجة لي بهنا
وهناك لن أذهب
وإلى أين لا مكترث
لأن ورائي ألف شهيد
وعجلت لأمتي لتقتلني
وما باليد حيله
لم أعرف أبدا
أن العرب فتاة رغيف
وأن الهمج من الأسباط
تداعوا علينا
وكان الجبن علينا دليلا
لم أحسب أبدا
أن دم الصبيان
كمثل شراب يعصر في بني إسرائيلا
وأن الجيش العربي
جيش دمى
يتحرك بين عيون الصبيان
يخيف صغار الغربان
والبأس شحيح وقليلا
لم أعرف أبدا
أن الدمعة تبكي غزه
وأن بكاء الحارات
وصوامع حيي وصلاتي
ونسكي يوم الحج الأكبر
وشهيد يعرج محتسبا
وشفيعه صاحب جبريلا
جزائسطيني يا ولدي
لا هم لي غير القدس
وصلاتي فيه بها أنسي
خذلتني دول أحسبها
وأنا العربي بلا حسب
لا أعرف هل أخفي نسبي
وأحيد قليلا وأميلا
لم أعرف أن هوى الأعراب
فاق قطيعي ودوابي
يتوارى خلف الشيطان
يدرس في فصل المبتدئين
يحرق قرآني في الصبح
ويفسر ضغث الإنجيلا
أنا هنا أصنع بعض الدعاء لغزه
العين بصيره والذراع العربية قصيره
وذي قار لا زمكان لها
وفلسفة الموت صعبة على الظلال
والنملة باعت الشتاء
ذات ليلة للصرصور
وبقيت الحكاية تحكي نفسها
لحبات القمح القليله
خالد فريطاس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق