الشهرُ الفضيل
بدأ الفؤادُ يرومُ في الإصلاحِ
فخفضتُ للشهرِ الفضيلِ جناحي
فدخلتُ ميدانَ الحياةِ فلم أجد
إلّا الظلامَ ونكستي وجراحي
غادرتُ ليلًا أليلًا بهدايتي
وجعلتُ من شهرِ الصيامِ صباحي
وهناكَ وحدي ما أزالُ محاربًا
فأمدّني الرحمنُ بطشَ سلاحِ
ورسبتُ في تلكَ النتائجِ كلِّها
ولقيتُ في شهرِ الأمانِ نجاحي
فضلٌ أُتيحَ فلم يغادر خصلةً
أمّا عداهُ فذاك غيرُ متاحِ
باشرتُ في الهزعِ الأخيرِ بدعوةٍ
ووقفتُ أدعمُ عصمتي وصلاحي
ألقيتُ جُلَّ مدامعي واغرورقت
عينايَ يومَ عزيمتي وكفاحي
ونفضتُ عن ثوبي الخليقِ جريرةً
وطفقتُ أبحثُ عن كثيرِ سماحِ
ووقفتُ في بابِ الفضائلِ أشتكي
وتَكِأتُ مستندًا على مفتاحي
رمضانُ يا عطرَ البنفسجِ جنتي
أحلى الشهورِ بعطرهِ القداحِ
هذا حضوركَ رونقٌ ونضارةٌ
فلقد عكفتَ على هدى الأرواحِ
أدّبتني لمّا قدمتَ برقَّةٍ
ولقد كبحتَ تمرّدي وجماحي
ونثرتَ بهجتَكَ الفريدةَ بيننا
وردًا تدلّى منكَ عودُ إقاحِ
في جنّةٍ لمّا حللتَ جعلتَنا
ونسيمِ عطرٍ مفعمٍ فوّاحِ
عذبٌ فراتُكَ نستقيهِ بطاعةٍ
فلأنتَ نهرُ محبّةٍ وقراحِ
وبسلسبيلِكَ مبعثٌ وغضاضةٌ
صافٍ زلالٌ مقفرُ الأملاحِ
وبدا الربيعُ لمصحفٍ نتلو به
لا لم نكن كمكسّري الألواحِ
هذي العطايا كالضياءِ تحوطُنا
وتُصَبُّ صبًّا في الجوى والراحِ
حتى حثثتَ على المحجَّةِ أنفسًا
ولنا تكونُ بغايةِ الإيضاحِ
بكَ أستريحُ من الخطايا عندما
تأتي ويبدأُ عندكَ استرواحي
وهنا الجبالُ من الذنوبِ هدمتَها
يا شهرَ ربِّ العالمينَ الماحي
بقلمي: سيد حميد عطاالله الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق