《اصطفاء》
رِداءُ الحبِّ لِلمُضنى سماءُ
وأرضٌ أخضرٌ فيها الغِطاءُ
دفيءٌ حيثما روحٌ تلاقى
مع الأحبابِ واللقيا احتفاءُ
صَرودٌ عندما يُشقي لُباباً
ولا يُرثى مع الهجرِ الرِّداءُ
وقلبُ المرءِ لا يصفو إذا ما
دنا في كلِّ بارقةٍ لِقاءُ
مَعينُ الحبِّ لم ينضبْ ولكن
يُكدِّرُهُ التّباعُدُ والمِراءُ
بِلا حُبٍّ يُحجَّرُ فيك قلبٌ
وذا واللهِ في الدّنيا شقاءُ
فإنْ بطّأتَ في إشعالِ نبضٍ
خَذَلتَ القلبَ وافتُقِدَ الدّواءُ
يُثارُ العشقُ في أعقابِ صيفٍ
ويزهِرُ عندما يُقضى الشّتاءُ
مَن استقصى دروبَ الودِّ حيٌّ
ومَن يكره يُجفّفهِ العَداءُ
فَثَوبُ الوِدِّ منسوجٌ بِمِسكٍ
وثوبُ الكُرهِ رمضاءٌ وداءُ
وما أنْ يُظلَم الموفورُ وِدّاً
بلا عتبٍ يعزّيهِ النّقاءُ
وما أن يَظِلِم الموتورُ حِقداً
كما فَضٍّ يزمِّلهُ البلاءُ
عَرَاك الظّنُّ ما أحسنتَ ظنّاً
فعَرّاك التّشكّكُ والرِّياءُ
فلن يُعطى بِالاستكبارِ كفٌّ
ولم يُهمَل بِإيمانٍ دُعاءُ
ولا فوزٌ إذا عُزِفَ التّمنّي
وخُسرٌ حيثما يُحمى بُكاءُ
ولا يُروى بِالاستعلاءِ زرعٌ
ولا يُحييهِ بالإيذاءِ ماءُ
ومَن يُعطى على أملٍ خَراجاً
يُودّع ريثما يسقي الرُّعاءُ
ومَن يصبر فلا كُفرانَ سعيٍ
ومَن يجزع تُخلخِلهُ الدِّماءُ
ويغدو الطّبعُ من هولِ التّجنّي
حِماماً حولَهُ الفوضى غُثاءُ
تميلُ النّفسُ لاستعداءِ خيرٍ
إذا ما قُدَّ في النَّفسِ الإباءُ
فذو شوقٍ يُكابَدُ بِالتَّضنّي
وذو عُقَدٍ يُزعزِعُهِ النِّداءُ
وما لِلوالِهِ المفطورِ عَونٌ
إذا ما شَدَّ أذرُعَهُ المساءُ
يُجيدُ الصّمتُ أدواراً تُؤدّى
فتمثيلٌ إذا كادت نِساءُ
وما من ثائرٍ في الحبِّ يُخفي
تعابيراً فَلِلرّقصِ انثناءُ
وما من ساهرٍ في الليلِ يأبى
بِأنْ يُثنيهِ لِلكأسِ انحناءُ
وما من تائبٍ يُعفى بِذنبٍ
إذا ما اعتَدَّ - والذّنبُ انتشاءُ
يراعى بُرعُمُ الأغصانِ فَجّاً
لكي ينهض إذا عَزَّ البقاءُ
فبعضُ الزّرعِ لا يقوى إذا ما
لماهُ بِكُلِّ بارقةٍ رِواءُ
ومَن يدعوك في شَرٍّ مُعرّى
وداعي الخيرِ لِلرّوحِ اصطفاءُ
وقولي من شعورِ القلبِ يبقى
أقاويلاً إذا حكمَ القضاءُ
أحمد رستم دخل الله .. A, R, D
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق