في عزلة الكلمات وضوضاء الصمت، ترقص الحروف بعنف ونعومة، تسبح بين السطور بأنامل من فضة تنسجم مع القلب المنكسر، تقتحم أفكاره، وجروحه، وهواجسه، تمحو ذاكرته بحنينها القاتل، تسرق أحلامه المعلقة بأمل اللقاء وتحولها إلى رماد منتشر على أوراق الوجدان.
أنا القصيدة المغرمة بالحزن والشوق، التي تحمل بين جنباتها أسرار القلب وصدق الروح، أنا الجرح الذي لا يندمل، والشوق الذي لا يهدأ، أنا الحكاية الحزينة التي ترويها الألفاظ بدموع وألم، تتراقص كلماتي على رقصة الأحزان، تتسلل إلى قلوب العاشقين قبل أن يلامسهم صدى صوتي، تجعلهم يعيشون في عوالم الأماني الوردية قبل أن تفتح عيونهم على واقعهم الصعب والمؤلم.
أنا القوة التي تقف أمامهم كالجبل تحاول هزيمتهم، والضعف الذي يجبرهم على الاستسلام، أنا الصراع الداخلي الذي يعيشونه بين بقايا الأمل وتفكك الحب، تترنح خطواتهم على جسر الوهم المتهالك، ترتطم بجدران الماضي قبل أن تصل إلى ضفاف الحاضر.
أنا الكلمات المتجمدة في قلوبهم، التي تسبب لهم الألم والشوق، تحمل الحنين والذكريات، تلتهم مشاعرهم كالنيران، تداعب أحلامهم بأمل مزيف، ورغباتهم بأوهام لا تنتهي، تلتهم حبهم برماد الخيبة والخذلان.
أنا القصيدة الجامدة التي لا ترحم، تخترق القلوب بلا شفقة أو رحمة، تخدعهم بجمالها لتدمرهم بقسوتها، ترسم بألوان من الألم والحزن أجمل لوحات اليأس والفشل، تسرق منهم ما تبقى من أمل وتركم من جراح لا يندمل، أنا القصيدة الملعونة التي تسكن في عمق القلب وتعصف بعقول العاشقين، أناملها كالسيف تقطع الحب والأمل، تدمر كل شيء بدموعها الملونة بألوان الألم والفقدان.
فأنا القصيدة التي ترسم بدقة الأحاسيس وتلون بشدة العواطف، أنا الحكاية المؤلمة التي تربك العقول وترعب القلوب، أنا الصرخة الصامتة التي تمزق العروق وتنزف الآهات، أنا الشعر الملعون الذي لا يدرك قيمة الرحمة، أنا القصيدة التي تبعثر الأحلام وتحطم الآمال، أنا كلمات تحمل واقعًا قاسيًا لا مسامحة، أنا الشعر الذي يختبئ في أدمغتهم كأحلام قديمة تتبخر بلا انتظار.
أنا القصيدة، اللعينة، التي ترسم على جدران القلب آثار الحزن واليأس، تسحب الأمل من بين أصابع العاشقين وترمي به في بحر من الفقدان، أنا الكلمات الثقيلة التي تسحق روحهم وتحطم قلبهم، أنا الفضاء السوداوي الذي يلتهم كل شيء في حضوره، أنا الصرخة الصامتة التي تهبط من شفاههم طارقة بلا رحمة، أنا الواقع القاسي الذي يعيشونه في حضورها الحزين والمؤلم، أنا الشعر الذي يدغدغ مشاعرهم بلا شفقة.
صلاح المغربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق