لَيلةٌ أُخرَی
..................
لَيلَةٌ أُخرَيَ
تَمِضِي عَبَرَ جَوانحي إلَی العَالمِ الآخرِ
و أنتِ مَازلتِ بعيدةً عَنِ أضوَاءِ لَواعِجِي
تَسرحِينَ وَ تَمرَحينَ في عالم لا يُشبُهُنِي .
لَيلَةٌ أُخرَيَ
تَقذِفُ بِي أسِيرَاً في أجوَاء الفَضَاءَآت اللَّامُتَنَاهِية
فَالنُجُومُ أصبَحَتَ تُلازِمُنِي خُطوةٌ خُطوَة ،
تَتحَسَسُني ، تُسَامُرُنِي لحظَةٌ لحظة ،
و تَحويني في المَسَاءَات المُتَدَاخِلَة
و السَماءُ مُلَبَدَةٌ بالغيرَة تتحَسسُ مَفَاتِنَها قَمَرَاً قَمَراً ،
نَجمَاً نحماً . شُهُبَاً شُهُبَاً ...
حَتَی هَمَسَاتُهَا أصبَحَت تَتَحَشرَجُ مُثقَلَةٌ بِهُمومِهَا
و تَتَدَحرَجُ عَلیَ تُخوم الحِيرَة ،
بَينَمَا القَمرُ يَبحثُ عَن ذاتِهِ بين أروقةِ النُجُوم
فَنَجمََةٌ وَاحِدةٌ لَا تَكفِي لإطفََاء
لَهيبَ الشَوقِ و إغلَاق نَوَافذَ البَينِ عَلَی أرِيكةِ العَطَش .
لَيلَةٌ أخرَی
تَمضي بي إلی حَيثُ لَا أدري
و أنتِ مَازلتِ تُذكِينَ نَارَ الفُرقَةِ وتَتَمدَدِينَ بالغياب
و تَتَشرذَمِينَ علی طُول المَسَافات .
لَيلَةٌ أخرَی
تَعبُرُنِي و تَجرُفُني بلا شَفَقَة
و أنتِ مَازلتِ تَجُوبينَ بِحارَ الصَمتِ بِلَا صَدَی ،
تَتَوَزَعِينَ حُزنَاً و ضَجَرَاً علی منافذِ الوحدة .
لَيلَةٌ أخرَی
تَذُوبُ مَصلُوبَةً عَلَی صَدرِي
و أنتِ مَازِلتِ غَارِقَةً فَي الجَفاَء و وَحَلِ العُزلَةِ
لَا شَئ يُضاهِيكِ فِي غِيابِكِ سُوَی هُطُول المَوت
عَلَی جَبِين الشَجَن .
لَيلَةٌ أُخرَی
تَتَكسَرُ عَلَی وَجَنات الحَنِين
و أنتِ مَازلتِ تَتَحَايلين علی المُستَحِيل و تُرَاهِنينَ علی مُرور الوَقت فِي مَسَارَاتٍ مُتَشرذِمَة .
لَيلَةُ أُخرَی
تُسافُرُ عَبَرَ مسارات آهاتي
و أنتِ مَازلتِ تَبحَثِينَ عن مَمَرات آ٘مِنَه في خَلَجَات صَمتِي
لِتَعبُرِي إلی الضِفَةِ الأُخرَی مِن قَلبِي و لكن دُونَ جَدوَیَ .
..........................
عبدالسميع الشدادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق