دار إلهامي بفكري ثم حلّق
أي أفقٍ سوف ينحوهُ المُؤرّق ؟!
قال لي : لا بأس هيّا سِر معي
لفضاءٍ من حروفٍ تتألّق
لا ولم يكتبها مِن أحدٍ
قبلنا حتى جريرٌ والفرزدق
اِعطني عقلَكَ ياهذا وكُن
لي رفيقًا لاتكن كالليلِ مُغلق
ثم ناولْني يدًا ترسمُني
في خيالاتِك في الأعماقِ زورق
سوف يغدو كاختراعٍ مُذهلٍ
صرتُ سبّاقًا بهِ الشعرُ المعلّق
فأعِرني كلما أطلبُهُ
من أساليبٍ ومن لفظٍ مؤنّق
وحروفٍ ابتنيها جنّةً
من نعيمٍ وجُمانٍ تتألّق
تجذب الألبابَ حورٌ أسفرت
من ثغور الضوءِ عزفٌ يتموسق
لوحةٌ كالفجرِ يشدوها السنا
كهزارٍ من خلال العّشِّ وَقوَق
ها أنذا غُصتُ في أعماقِها
هل تُراني للتفاصيلِ أُوفّق ؟!
ليس كنزًا واحدًا ياموطني
بل كنوزًا ليس تُحصى أو تُفرّق
(معبد الشمسِ) و(بلقيس) وما
حولها (والسّدُّ) كالبحرِ تدفّق
(سبأٌ)مازال حيًّا وكذا
(حميَرٌ)في كلّ مجدٍ قد تحقّق
ياذُرى العزّ ويا تيجانَهُ
يابلادي كنتِ للعلياءِ أسبق
فلماذا عاث فيكِ فاسدٌ
وعلامَ سادكِ لِصٌّ وأحمق ؟!
طغمةٌ تحيا على خيراتِنا
وعلينا شرّهم بالظلمِ أطبق
أين منّا البأسُ ولّى ياتُرى
كيف مات الدين والحكمةُ تُزهق؟
رغم أنّا قد نصرنا غزّةً
وجعلنا البحر للأعداءِ خندق
وإليك الزحف آتٍ فابشري
وبإذن الله لاسرائيل نسحق
ليتنا أيضًا سنحمي شعبنا
من سخيفٍ وسفيهٍ قد تبردَق
وكذا مستهترٍ لا يستحي
وعلى كلِّ ضعيفٍ قد تبندَق
كيف باللهِ لدينا نخوةٌ
وهُنا كم شعبنا الأعظمِ يُسحق
ولدى مستعمرٍ من بينِنا
منح السلطةَ والأمرَ لأخرق
كان أولى أن نفِق ياشعبنا
من سُباتٍ للضميرِ الحيّ أرّق
باتَ كابوسًا وحُلمًا مزعجًا
منذُ أن عُدنا الى الثوبِ المُمزّق
ولأفكارٍ أعادتنا الى
جاهلياتٍ وفكرٍ لا يُصدّق
وأدت في لحدِها آفاقَنا
وعبيدًا لوغى السادةِ تَعشق
لاحديثًا دار فيما بينهم
غير ما يرويهِ ثَرثارٌ تشدّق
كلما قال أتوهُ ومضوا
نحو نشر الزيغِ في سفرٍ موثّق
يهتف الثَّرثارُ قوموا واصرخوا
حانتِ الآجالُ فالأرواحُ تُزهق
لأتون الحرب تمضي دُفُعٌ
بعدها أخرى وأخرى سوف تلحق
كيف جُنّدنا وجُهّلنا لهم
كيف أصبحنا لهم صيدًا وبيدَق
ضاق فينا الحالُ ذرعًا فلمَ
طال فينا الصمتُ والشعبُ بمأزق
لايحرّك ساكنًا شعبُ الإبا
وبنارِ الجورِ والتعذيبِ يُحرق
ملحمة البركان ١ بقلمي شاعر الحروف الثاقبة أ.عارف حيدرة 26-12-1445
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق