استعدَّ لرميةٍ
اسلَم وسلِّم واستفضَ بسلامَه
طوبى لنفسٍ لم تزل لوامَه
لم يقتصر حسنُ الصنيعِ بأبيضٍ
أو يبقَ حكرًا في طويلِ القامَه
اسرع وجاهد في القدومِ ولا تكن
مثلَ الذي أمسى الجميعُ أمامَه
هذي الكنانةُ فاستعدَّ لرميةٍ
ما كلُّ رامٍ يستعيدُ سهامَه
في العمرِ يخسرُ من يرخّي حبلَه
وبها يجيزُ سقوطُهُ استسلامَه
الصمتُ أبلغُ من بليغٍ فاشلٍ
عملُ ابنِ آدمَ ما أبانَ كلامَه
هذي الحياةُ شديدةٌ وعميقةٌ
لم تنتظرهُ لكي يشدَّ حزامَه
العلمُ أثبتُ من سرابٍ أصفرٍ
فالمرءُ يكبرُ إن سقى أقلامَه
الوهمُ كلُّ الوهمِ يبقى عندها
موجٌ يغطّي المرءَ حتى الهامَه
لا للضعيفِ فإنّهُ في غابةٍ
فالذئبُ يأكلُ في الدّجى أغنامَه
وإذا غفا انسلخَ الأمانُ وأصبحت
هذي الحياةُ عليه يومَ قيامَه
اظهر وواجه عاصفاتٍ أو أذًى
لا تخفِ رأسَكَ مثلَ رأسِ نعامَه
وأزل صخورَكَ كان موجُكَ عاليًا
فالموجُ يدفعُ أهلَه وركامَه
بالدعمِ بالتّسديدِ يفلحُ منجحًا
وسميكُ حبلِ اللهِ ذاكَ دعامَه
الدينُ جوهرُ مؤمنٍ ومصيرُهُ
الدينُ ليس بخاتمٍ وعمامَه
اللهُ يعلمُ ما تدينُ قلوبُنا
لم ينجُ إلّا من رضي إسلامَه
إبليسُ يفتنُ ناسكًا متعبِّدًا
وبكلِّ وقتٍ يبتغي إيهامَه
يغويهِ في هذي الحياةِ مراهنًا
يومَ القيامةِ أن يرى إيلامَه
اللهُ يدفعُ عن منيبٍ غُمّةً
وعليه يجعلُ فيأَهُ وغمامَه
الكلُّ مُمتَحَنٌ وربُّكَ شاهدٌ
في فصلهِ لا نفعَ للبرشامَه
من رامَ في جعلِ الديانةِ مظهرًا
فاللهُ يعلمُ سبتَهُ وقيامَه
والمرءُ حينَ أنامَه وأفاقَه
سبحانَه راعى الإلهُ أنامَه
بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق