غروب
..............
ها أنا ذا قد بلغت من العمر عتيا
و ناهز عمري 77 عاماً شاملة الإجازات السنوية
و الأعياد الوطنية والدينية
بما فيها أيام الجمعة والسبت
و ها أنا ذا أصبحت عاجزاً عن التفريق
بين حذاء قدمي اليمنى و حذاء قدمي اليسرى
و اصبحت لا أرى و لا أسمع و لا أشم
و أصبحت أتحسس الأشياء بعكازي
لأتمكن من التحرك هنا وهناك
وبدأت أخطو خطوتي الأولى إلى قبري
و أصبحت أبحث عن موطئ قدم لي بين الأموات
تتسابق الأوجاع و هفوات الزمن على نهشي
و النيل مني كما تتسابق الوحوش على النيل
من فرائسها
و تتزاحم عوامل التعرية و التصحر والجفاف
على قهري دون سابق إنذار
و بدى النحول يلازمني كظلي و زال بريق عمري
و ضعفت حيويتي
و اضطربت نبضات قلبي
و لم أعد أقوى على ممارسة حياتي الطبيعية
لكتي مازلت أقوى على التحكم بمشاعري العاطفية
و مازال قلبي يهيم بها ليل نهار
و يحتويها على مدار اللحظة
و مازال حبها يعشعش في خلجاتي
و يحوم في لواعجي
و ينسج ألف قصة و قصة في وجداني
رغم غروبها عني وانسلاخها عن الوقت
في لحظة فارقة أقل ما يقال عنها
أنها لحظة عصيبة
يا من شروقك غدى مرتبط بغروبي
كيف لي أن أنزوي فيك و أنت زهرة
مغلقة الأبواب و النوافذ ؟
حتى معشوقتي أصبحت مثل الحياة
تمضي إلى الأمام و لا تعير الماضي أي إهتمام
و لا تحترم مسار الوقت ولا التقدم بالسن
تدوس على الجراح دون مراعاة لأي مشاعر
أو ذكرى
و تتنكر لأقرب المقربين منها .
................
عبدالسميع الشدادي / اليمن
...
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق