في الوقت بدل الضائع:
---------------------------
الآن
أيقنتُ بأنني لن أراكِ مرة أخرى.!
لن أراكِ في هذا المكان
أو في أي مكان أكون فيه
أو أمر به...
لن أرى وجهكِ الخافت المليئ بكل أدوات الاستفهام وعلامات التعجب..
حتى في زوايا الوقت الفائض عن حاجتي
ستسقطين من ذاكرتي سهواً
ويتدحرج اسمكِ في دهاليز الحلم القديم
ويبقى سطح فنجان قهوتي الصباحية
خالياً منكِ تماماً بعد اليوم
فلم يعد لديّ الوقت الكافي
للبحث عنكِ بين الحروف
أو الصور المرسومة على وجه القصيدة
أو في متاهات الهوى القارس
والخيال الجاف..
سأترككِ للأيام
تُصفي حساباتها معكِ
وتُلقي بأحلامكِ داخل حدود العقل وبين أحضان الواقع المرير..
فلم يعد أمامي خيار ثالث أحملهُ إليكِ في هذا الوقت بدل الضائع
سوى أن أقيس المسافة البعيدة والشائكة
بين القلب والعقل وعلى امتداد الروح
وبين القصد وسوء الظن
حتى لا يتدحرج قلبي
إلى قعر الملل فيموت من القلق..
لهذا سأحاول أن ألغي كل الحسابات السابقة من ذلك الوقت السخيف
وأجمع كل ما تبقى من ذكريات، وفُتات القصائد وبقايا الحروف اليابسة
وأعود إلى صيفي القديم..
إلى حيث كنتُ أتدرب على السير ليلاً في الهوى الطلق المليئ بالآشواق
وأنا مغمض القلب حافي المشاعر
فيسقط قلبي أحياناً من الخوف أمام الإحتمالات السبعة
وأعود قبل أن أصل بقليل
متعب الروح، مُنهك المشاعر
أنام على سطح الوهم دون غطاء...
إلى أن أستيقظ من حلمي كل صباح
بملامح مبعثرة وأشواق متطايرة
أحاول لملمت ملامح وجهي على سطح المرآة
وابحث عن الجزء المفقود من ذاكرتي بين لحظات الأمس قبل مرور الوقت..
لهذا
أفكر اليوم أن أتوب..
أتوب عن كل شيء
أتوب عن تسلق الأحلام الشاهقة،
والسعي وراء الأمال الشائكة..
أفكر أن أتوب عن الابتسامة في وجه من أحب..
أفكر أن أتوب عن الشعر، والحب، والآشواق..
أفكر أن أتوب عن القراءة والكتابة،
وأنسى كل ما قرأته في لحظة شرود،
وأعيد كل ما كتبته إلى قعر الهاجس البعيد
وأغلق عليها الباب بالمزلاج..!!
عدنان المكعشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق