بقايا صدى
...............
ها أنا ذا أبحر في أعماق القصيدة
أبحث عنك في غياهيب السجع و القوافي
و في حنايا الحروف و السطور
أحاول أن انتشلك من ذاكرة الماضي
رغم أني لم م أعد أتذكر ملامحك بكل تفاصيلها
بسبب الخرف المبكر الذي يهمن على ذاكرتي
و بسبب تغير ملامحك مع مرور الوقت
و التي لم تعد تلك التي كانت قبل ثلاثين عاما
إلا أني مازلت أتحسس وجه القصيدة
و كل حرف و سطر فيها لعلي أعثر على وشم
يذكرني بالايام الخالية
يقودني إبحاري المستمر في جب القصيدة
إلى العثور على بقايا أنثى
ملامحها تكاد تختفي بين أزقة الحروف
و عتبات السطور
يعتريها ضمور يصاحبه شحوب قاتل
وشعر يميل إلى البياض
و بات شبح التعرية يسود كل شيء فيها
و خلف سواد عينيها يكمن ليل سرمدي
و على ضفاف وجنتيها بات التصحر والجفاف
سيدا الموقف
تتكسر القوافي على حافة شفتيها
و تذوب الحروف على تخوم همساتها
شعور غريب ينتابني و أنا أتحسس بقايا بسمة
اماطت اللثام عن إمرأة تاهت بين أحراش الماضي
و فقدت بريقها و رونقها
و طفت على سطح القوافي بلا معنى
أخيراً أعثر عليك يا ضالتي
لكنك قد أصبحت هيكلاً عظميا
يشبه حطام سفينة التيتانيك المتأكل
في أعماق المحيط الأطلسي
الآن أدركت لماذا لم يعد يجدي معك الشعر نفعاً
يا إمرأة بلا روح
بلا إحساس بلا صدى .
........................
عبدالسميع الشدادي/ اليمن
..
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق