حروفٌ أينعت
على ميقات الندى يتراقص طيفٌ بين بتلات تغتسل بالعطر
آهٍ كم هو عارٍ عطر العشاق ولو تخفّى بين المياسم
قلب يتقلّب على جمرٍ أوقده المداد
هو القلم غريق بمداده يتوسم النشوة
والكلمات شهداء على الصفحات البيضاء
ما بالها الحروف تسبح بالنور ، تنزف وجعا
وكأن الجنين مستعصم بحبال وثيقة تشدّه للداخل
خائفٌ من زيف الورى وَجِلٌ من التفسير
مستعصٍ لا يبغي فكاكا من رحم أبجدية تكاد تتشقق
مرصودةٌ بين استكمال الفواصل وبذار النقاط في موضع البزوغ
لعلها ولادة من الخاصرة ، تستجمع كل موروث
مزدحمة الأفكار على باب الكوّة رغم الخواء..
خواء يملأ كل الفراغ
نهِمٌ هذا الفراغ حدّ الشراهة
كيف لهذا القلم الغريق أن يزمّ المعاني بحفنة من أبجدية خرساء
تكاد تهمهم بين لسان فصيح وعقل حصيف
أتُراه الإحساس مرتبك حتى الغرابة ؟
أم أن الفجر قريب بقدر البعد بين طرفي ساعة رمليّة
أيا ليلٌ تشتد حلكته كما الكحل في عينيّ غجرية ..
أما آن لك أن تلد صبحا مشرقا
يانجوما لا زالت تطرز السما هل لك في المواربة خجلا من الولادة
لو أن الضباب ينجلي بعد إذ حاك بغلالته فيضا من غبش
أتُراه القلم بات أعشى ، فما عاد يقدر على الإبصار حين يحِلّ الغسق
يا لها من لحظات ..
فهنا تبدأ ساعة الإبحار للتو وقد ارتقى سفينة الإحساس لهيبُ ثورةٍ عارمة من فوضى المشاعر من كلٍ زوجين اثنين
وقد تجمّرت المعاني في حضن أبجدية صاخبة تضجّ في الأرجاء
فأهلاً أهلا ..بالمولود الجديد يضفي على الحياة رحابة من إنسانية تَسَعُ الكون وما حوى
يتحدّر في مسعاه كل بذل
ففي العطاء لذة كفاكهة أينعت يستطيبها الذوّاق كأنها من بساتين الجنة
مشتبهة وغير متشابهة .
شاديه فلو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق