الخميس، 11 يوليو 2024

🌹من شعر ابي نواس✍🏻 لطفي منصور

 أ. د. لطفي منصور

مِنْ شِعْرِ أَبي نُواسٍ الرّائِعُ قَوْلُهُ يَتَغَزَّلُ في كَأْسِ الشَّرابِ: مِنَ الطَّويلِ

- شَجانِي وَأَبْلانِي تَذَكُّرُ مَنْ أَهْوَى

وَأَلْبَسَنِي ثَوْبًا مِنَ الضُّرِّ وَالْبَلْوَى

- يَدُلُّ عَلى ما في الضَّمِيرِ مِنَ الْفَتَى

تَقَلُّبُ عَيْنَيْهِ إلَى شَخْصِ مَنْ يَهُوّى

- وَما كُلُّ مَنْ يَهْوَى هَوًى هُوَ صادِقٌ

أَخُو الْحُبِّ نِضْوٌ لا يَمُوتُ وَلا يَحْيَا

(النِّضُوُ: الْهَزِيلُ الضَّعِيفُ فَهُوَ خيالٌ)

- خَطَبْنا إلَى الدِّهْقانِ بَعْضَ بَناتِهِ

فَزَوَّجَنا مِنْ هُنَّ فِي خِدْرِهِ الْكُبُرَى

(الدِّهْقان: فارِسيَّة الْخَمّارُ، بناتُهُ: أَنْواعُ الْخَمْرِ ، الخِدْرُ: بَيْتُ الشَّعْرِ)

- وَما زالَ يَغْلِي مَهْرَها وَيَزِيدُهُ

إلَى أَنْ بَلَغْنا مِنْهُ غايَتَهُ الْقُصْوَى

(اشْتَرَوْها بِأَغْلَى ثَمَنٍ لِأَنَّها صُنِعَتْ بِحَرارَةِ الشَّمْسِ)

- رَحِيقًا أَبوها الْماءُ وَالْكَرْمُ أُمُّها

وَحاضِنُها حَرُّ الْهَجِيرِ إذا يُحْمَى

- يَهودِيَّةُ الْأَنْسابِ مُسْلِمَةُ الْقُرَى

شَآمِيَّةُ الْمَغْدَى عِراقِيَّةُ الْمَنْشا

- مَجُوسِيَّةٌ قَدْ فارَقَتْ أَهْلَ دِينِها

لِبُغْضَتِها النّارَ الَّتِي عِنْدَهُمُ تُذْكَى

(تُذْكَى: تُشْعَلُ، إذا لامَسَتِ النّارُ عَصِيرَ الْعِنَبِ تَبْطُلُ خَمْرِيَّتَهُ)

- رَأَتْ عِنْدَنا ضَوْءَ السِّراجِ فَراعَها

فَما سَكَنَتْ حَتَّى أَمَرْنا بِهِ يُطْفَى

(هِيَ ضَوْءٌ لا حاجَةَ لَها بِنُورٍ آخَرَ)

- وَبِتْنا نَراها في النَّدامَى أَسِيرَةً

إذا انْدَفَعَتْ فيهِمِ فَصارُوا لَها أَسْرَى

( الْأَسيرَةُ لِأَنَّها مِلْكُهُمْ، لَها أَسْرَى أَيْ صَرَعَتْهُمْ)

- إذا أَصْبَحَتْ أَهْدَتْ إلَى الشَّمْسِ سَجْدَةً

وَتَسْجُدُ لِلْأُخْرَى حِينَ تَغْرُبُ لِلْمَمْسَى

(كانوا يَشْرَبُون صباحًا وَيُسَمَّى الصَّبُوحَ، وَيَشْرَبُونَ في الْمَساءِ وَيُسَمَّى الْغَبُوقَ)

- وَساقٍ غَرِيرِ الطَّرْفٍ وّالدَّلِّ فاتِنٍ

رَبِيبِ مُلُوكٍ كَانَ والِدُهُ كِسْرَى

- خُشَيْفٌ يُغَنِّينا عَلَى شُرْبِ كَأْسِهِ

فَتُذَكِّرُهُ كَأْسًا وَفي يَدِهِ أُخْرَى

(خُشَيف: تَصْغيرُ خَشْفٍ وَهُوَ الْغَزالُ الصَّغِيرُ)

- فَأَمْسَكَ في كَفِّهِ بِشِمالِهِ

وَأَوْمَى إلَى السّاقي لِيَسْقِيَ بِالْيُمْنَى

- فَشَبَّهْتُ كَأْسَيْهِ بِكَفَّيْهِ إذْ بَدا

- سِراجَيْنِ في مِحْرابِ قِسٍّ إذا صَلَّى

المصدر:

مختاراتُ ابنِ الطَّويل الدِّمَشْقِي

بِتَحْقيقِنا وَشرْحِنا وَضَبْطِنا، ص: 

٣٩٦ - ٣٩٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...