**............. التصدع البشري ............**
**دع التشاؤم جانبا واسْعَ في الأرض مبدعًا**
**واجعل من العمل منهجا ومن الصبر درعًا**
**ومن الصدق سبيلا ومن الود والوفاء نبعًا**
**واعزم بلا تردد ولا تتقرّب إلى الغير طمعًا**
**فالجشع كالنهم يتعب روّاده ولا يجدي نفعًا**
**والكسب باقتناع وتفانٍ يزيد الساعي ترفّعًا**
**والتسرع في كل أمر قد يحدث خللا وفجعًا**
**فالتأني ضمانة للقرار ويزيد المتأني ورعًا**
**ويجعل البشر واثقا فلا يحتاج حيلا وخدعًا**
**والمتعجل يرتمي بكل نهم ولا يعرف ردعًا**
**وما خلق البشر ليملأ الدنيا شرورا وفزعًا**
**بل البشر من يستفيد ويحسن علما وصنعًا**
**ومحب الخير ليس له قيد ولا يتخاذل تمنّعًا**
**وقد وُهب الإنسان عقلا ليكون للقيم مِرْفعًا**
**ومن ينفر من التآخي قد يزداد بنفسه ولعًا**
**فالغرور والتوحش والغدر علل تحتد تطلّعًا**
**ولهذا السبب ترى الناس متهالكين تصدّعًا**
**لا تتوقف الحروب وكثيرون ينتهون جوعًا**
**والتشريد البشع هلك الملايين تخوفا وهلعًا**
**فالإنسان للإنسان عدو محتمل فردا وجمعًا**
**وماذا ستلقى في عالم ضاق بالخداع ذرعًا**
**وصار يُجرّ إلى جحيم المهالك جرّا وطوعًا**
**وقد أضحى النفاق فنا والكذب سبيلا مقنعًا**
**والحق منهكا والصدق مقلقا والغش مشعًّا**
**ألا ترى أن القيم بارت والفساد زاد توسّعًا**
**وأن طبول الانهيارات والهلاك تقرع قرعًا**
**فمن يفقد روح التفاؤل يشقى نكدا وتوجّعًا**
**ولكن لا حلول إلا التصدي والإيمان مرجعًا**
**فلا فضل في من يعيشون مستسلمين ركّعًا**
**والموت كان حقا فلماذا نقبل عيشا مُروّعًا**
**ونحن نعي أننا نُدفع فعلا إلى الشقاوة دفعًا**
**والتلاعب لم يعد خفيا وقد عم شراءً وبيعًا**
**ولا شك أن البشر رغما عنهم أمسوا سلعًا**
**وأن الأخلاق والقيم الإنسانية اقتلعـت خلعًا**
**والتصدع البشري يبدو مريبا ويظل مندلعًا**
**وسيأتي على الحياة فلا يترك أمرا مخترعًا**
**....... الهادي المثلوثي / تونس ........**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق