تقديم١
من معايير قياس جمالية الشعر، ما يترك فينا من اثر، على ضوء ملامسته قراءة او انصاتا. بهذا المعيار. اجدني اسير هذه اليافطة من شعر كزال ابراهيم خدر. عسى قراءها وقرائي يلتقطون بعض البهاء.
القصيدة.
تمثال"
قالوا لي:
كيف تحبينه
وأنتِ تمثالٌ من الثلج
وعيناه من شعاع الشمس؟
فقلت:
ذلك من أجل أن أذوب في حضوره
وأستحيلُ ماءا
شعر"كزال ابراهيم خدر
ترجمة" محمد حسين المهندس
++++++++++
توطئة مؤطرة.
ما زلت مصرا على الصدع بالحقيقة، أن الشعر فطري في الإنسان. يكتبه لفظا مكشوفا، أو حرفا صامتا. لكنه يتغناه. صوتا رخيما، أو همسا لطيفا. فتتجيش الحواس لتعزف سانفونية الحياة.
كلما قرأت لعظماء الشعراء. ازددت قناعة بهذه الحقيقة. وعمدت إلى كبح غصتي، انني لا استطيع مجاراتهم إلا اعجابا. وما نثرت في هذا الشأن، اخجل ان أقر بأنها مجرد محاولات بائسة. أرمم شروخها بحفظ ما تيسر من ابداعاتهم. أو إعمال قراءات في بعضها. عساني اشفي بعض الغليل.
قراءة وتماهي.
وهم يتراقصون في ذاكرتي على ركح التوهج. تستوقفني، مرة أخرى، بعظمتها، الشاعرة الراحلة كزال ابراهيم خدر. من خلال هذه اليافطة، مترجمة بقلم الاستاذ محمد حسين المهندس. راهنا مد ما تزخر به من بهاء. اتشاركه مع العشاق من قرائها.
كنت، بصدق، احد الذين راودهم هذا السؤال: كيف تحبينه، على حالك جبل ثلج. وعلى حاله شعاع شمس؟
هل قادك مثلي، جناح الخيال، لتأمل هذه اللوحة بما تسطع به من جمال!؟ في ركن منها جبل شامخ من ثلج، يجلله البياض. وفي بواطنه زخم من الاسرار، وعليه اشرقت الشمس بأشعة ذهبية. في قرصها ابتسامة فائضة. كأننا اعتدادا بما ترسله من دفء الى مستهدفها جبل الثلج. فيسري فيه الدبيب ينابيع ماء زلال.
وعندما نمعن التأمل في المشهد، نراه رويدا رويدا، يستحيل امرأة شاخصة. تلتقط دبدبات نظرات مسددة نحوها. تروم إلى انتشلها من ذهول الانتظار. وتسألها الصدع حبا كما المفترض. وكأن تلك العيون لا تعلم أن الوقار في كيان امرأة، هو أرقى لغة حب.
تنتابنا الدهشة في قصيها لا شك، أمام هذه المشهدية التي يتمازج فيها الحب بين الطبيعة والانسان. وكأنها الوصفة الأرقى التي اهتدينا إليها بعد طول بحث وتنقيب. فتلزمنا ان ننحني اجلالا لليد التي مهرتها. إنها يد الشاعرة كزال الموقعة بابهار.
ولأن الشاعرية فيها متأصلة، فطرية تتدفق. ما تنفك كزال تعرض علينا بهاء صور ملحمة الحب. وهي ترد على سؤال الفضوليين. كون البرودة فيها تحرمها من النبض حبا ليد تمتد نحوها متوددة قطافا، وعيون متوهجة للارتواء من نبعها؟ لقد كان الرد منها بارعا. فأشعة الشمس المتأججة اشتعالا، كفيلة بإذابة الثلج، ليتدفق الماء حياة. وتعم الخصوبة المؤملة.
على سبيل الاختزال.
تجيب الشاعرة في هذه اليافطة الشعرية عن سؤال عميق في مضمار الحب. مفاده أن الحب جوهر كامن في كل ذات انسانية. لكنه لا يتيقظ الا في معادلة تفاعلية بين طرفيه. كلما كان الصدق في الارسال، كان الصدق في الاستقبال. وواهم من يعتق الحب أخذا بدون عطاء.
علي اليدري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق