أَلَا قَـبِـلَتْنِي بَـعْـدَ مَــا رَفَـضَتْ هِـنْدُ
وَقَـدْ تَـيَّمَتْنِي وَاسْـتَبَانَ بِـيَ الـوَجْدُ
لَـقَدْ كُـنْتُ مِـن وَقْـتِ الـلِّقَاءِ أَوَدُّهَـا
وَعِـنْدِي لَـهَا شَـوْقٌ وَلِـي عِـنْدَهَا وُدُّ
فَــتَـاةٌ لَــهَـا كُـــلُّ الـجَـمَـالِ كَـرِيـمَةٌ
بَـرَهْـرَهَةٌ فِـي حُـسْنِهَا اكْـتَمَنَ الـلُّبْدُ
َ
بِــهَـا دَعَــجٌ وَالـلَّـحْظُ مِـنْـهَا مُـتَـيِّمٌ
لَـهَـا الـبَـدْرُ وَجْـهٌ وَالـضِّيَاءُ لـها خَـدُّ
أَبُــوهَـا أَبَی، عَــنِّـي تَــلَـهَّی وَأُمُّــهَـا
فَـمَا زِلْـتُ حَـتَّی حَـلَّ مِن بَيْنِنَا عَقْدُ
فَـقَدْ كُـنْتُ عَـنْ غَـيرِي أُبَـعِّدُ وَجْهَهَا
وَإِنِّــي فَـرِيـدٌ عِـنْـدَهَا مَــا لِـيَ الـنِّدُّ
هِــيَ الـوَرْدَةُ الـحَمْرَاءُ قُـرَّةُ مُـقْلَتِي
وَبِـالنَّفْحَةِ الحَسْنَاءِ قَدْ يُعْرفُ الوَرْدُ
حَـلَـفْتُ بِــرَبِّ الـبَـيْتِ إِنِّــي أُحِـبُّـهَا
وَيَــا لِــيَ مِــنْ حُـبٍّ جَـزِيلٍ لَـهُ مَـدُّ
وَقَــوْمٍ نَــوَوْا مُـسْـتَسْلِمِينَ طَـوَافَهُ
وَإِذْ وَدَّعُـوا قُـلْنَا سَـلَامًا وَهُـمْ رَدُّوا
نُــوَدِّعُـهُـمْ بِـالـبِـشْرِ يَـــوْمَ تَـرَحَّـلُـوا
بِــذَاتِ هَـدِيـرٍ لَـيْـسَ يُـرْعِـبُهَا بُـعْـدُ
مُـقَصِّرَةُ الأَمْـيَالِ فِـي الأُفْـقِ تَعْتَلِي
تَــمُـدُّ جَـنَـاحَـيْهَا وَلَـيْـسَ لَـهَـا حَــدُّ
قََـطًـا مَــا لَــهُ سِــربٌ يَـطِـيرُ تَـفَـرُّدًا
يَـنَالُ مُـسَافَاتِ الـدُّنَی حَـبَّذَا الـفَرْدُ
إِذَا نَـافَـسَ الـسَـكْبَ الـسَّبُوقَ يَـبُذُّهُ
فَقَدْ قَالَ فِيهِ السَّكْبُ هَذَا لَهُ المَجْدُ
إِلَی الـحَـرَمِ الـمَـكِيِّ أَرْضٍ بِـهَا الـهَنَا
وَيَـقْصِدُهَا كَـيْ يَـكْمُلَنْ دِيـنُهُ الـعَبْدُ
وَهُـمْ غَـادَرُوا الدُّنْيَا وَلَبَّوا وَأَحْرَمُوا
مِـنَ البِيضِ فِي إِحْرَامِهِمْ بَانَهُمْ نَكْدُ
وَطَافُوا عَلَی الرَّبْعِ القَديمِ المُقَدَّسِ
بِـكُلِّ طَـوَافٍ سَـالَ مِنْ دُونِهِمْ حَمْدُ
وَبَيْنَ الصَّفَا طَوْعًا وَمَرْوَةَ كَمْ سَعَوْا
وَلَــيْـسَ لِــحَـاجٍّ مِـنـهُـمَا أَبَـــدًا بُــدُّ
كَـــذَا بِـمُـنَی رَوَّوْا وَبِـالـعَرَفَاتِ كَــمْ
وَكَـمْ وَقَـفُوا ثُمَّ أَفَاضُوا وَقَدْ جَدُّوا
قُـلُـوبُهُمُ طَـابَـتْ وَأَنْـفَاسُهُمْ صَـفَتْ
بِـشُـرْبِهِمُ الـمَـاءَ الَّــذِي أَصْـلُـهُ بَــرْدُ
إِذَامَـــا سَـقِـيـمٌ ذَاقَــهُ نَـالَـهُ الـشِّـفَا
وَإِنْ ذَاقَـهُ الـمَنكُودُ قَـدْ نَـالَهُ السَّعْدُ
وَطَـيْبَةُ خَـيْرِ النَّاسِ زَارُوا وَعَظَّمُوا
شَـعَـائِرَ رَبِّ الـعَـرْشِ مَــنْ لَا لَـهُ نِـدُّ
وَبَـيـنَـهُمُ شَـيْـخِـي وذَاكَ الَّــذي لَــهُ
مِــنَ الـنَّاسِ جَـدٌّ لَـيْسَ يُـعْدِلُهُ جَـدُّ
عَـلِيمٌ يَـمُصُّ الـنَّاسُ مِـنْ بَحْرِ عِلْمِهِ
وَإِحْـسَـانُـهُ بَــيْـنَ الـفَـرِيقَيْنِ يَـمْـتَدُّ
مُـقِيمٌ لِـمَن أَهْـوَی رَشِـيدٌ لِمَن غَوَی
جَـــوَادٌ لِـمَـن مِـنَّـا بِـحَـاجَتِهِ يَـبْـدُو
فَـقِـيـهٌ وَنَــحْـوِيٌّ أَدِيــبٌ غَـشَـمْشَمٌ
مُـعَـلِّمُنَا إِدْرِيــسُ شَـيْـخٌ لَـهُ الـمَجْدُ
وَلَــمَّــا أَتَــانَــا أَنَّــــهُ عَــــادَ سَـالِـمًـا
نُـهَـنِّـيهِ بـالـشِّعْرِ الـنَّـفِيسِ وَلَا نَـقْـدُ
نَـقُـولُ لَــهُ أَهْـلًا عَـلَی رِسْـلِ طَـاهِرٍ
وَفِـي وَجْـنَتَيْهِ الـنُّورُ لَـيْسَ بِهِ جَعْدُ
أَلَا أَبْـلِـغَـنَّ الــشَّـرْقَ والــغَـرْبَ أَنَّـــهُ
أَتَـانَـا زَكِــيَّ الـقَـلْبِ زَادَ لَــهُ الـرُّشْـدُ
لَـقَـدْ صَــارَ حَـاجًّـا لَا ادِّعَــاءَ مُـبَـرَّئًا
سَـلِـيـمًا كَـمَـولُـودٍ تَـضَـمَّـنَهُ الـمَـهْـدُ
شَــكَـرْنَـا وَحَـمْـدَلْـنَـا لِإِنْــعَـامِ رَبِّــنَـا
كَـمَا يَـسْتَحِقُّ اللّٰهُ مِنْ عِنْدِنَا الحَمْدُ
فَـمَا كُلُّ مَن يَرْمِي يُصِيبُ فَكَم أَخًا
يُــرُومُ وَدُونَ الـنَّـيْلِ أَدْرَكَــهُ الـلَّحْدُ
تَــقَـبَّـلَ مِــنُــهُ رَبُّــنَــا قَـــدْ أَطَــاعَـهُ
وَأَدَّی مِــنَ الإِسْــلَامِ رُكْـنًا لَـهُ مَـجْدُ
بقلم: بوصيري زعيم الدين أبمبولا (ابن آدم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق