النقد
ودوره فى التقويم الفكرى والبنيوى
ا........ .......... ...... ......أ
يمثل النقد رافدا حيويا تنساب من ينابيعه تحت جذور
الأفكار ما يغذيها ويمنحها الحياة فتظل غصونها نضرة
ممتدة فلا تذبل اوراقها ولا تجف ولا تتناثر زهورها بل
تبقى حية صلبة الجذوع لا يزعزعها مرور الزمن .
كذلك الكيانات أيا كان نوعها سياسية أو اجتماعية
أو اقتصادية أو دينية يبقى بناؤها عاليا متماسكا
لا يصيبة التصدع ولا تتأثر أسسه ولا جدرانه طالما
تعهدته يد الترميم والصيانة .
تلك هى مهمة النقد ودوره وسنتناول فى هذا الإطار
فكرتان وبنيتان . الفكرة الشيوعية وبنيتها والفكرة
الإسلامية وبنيتها ...... بالاختصار المعهود
ازدهرت الفكرة الشيوعية مبدأ ظهورها وانبرى لها
مفكروها ومنظروها يبشرون الإنسانية بميلاد فجر
جديد يسعد فيه الإنسان بالمساواة و المشاركة وتزول
عهود التفرقة والطبقية ويبنى المجتمع على هذه
الأسس التى ادهشت العقول واستولت بدعواتها
البراقة المضللة على النفوس فكثر انصارها من طوائف
المثقفين والعمال فاجتاحت الفكرة مساحة ضخمة من
سطح المعمورة .
فما الذى حدث ....
انقطع رافد الماء الذى يمد الفكرة بالحياة وتصدع البناء
الضخم الذى تحول إلى أطلال هشه تتساقط بين
الحين والحين جزءا من جدرانه أثر جزء .
لم تصغ الشيوعية فى غمرة نشوتها إلى ماوجه اليها
من نقد كان مداره على نسيان خصوصية الإنسان الفرد
بما له من تطلعات ورغبات وماتستلزمه هذه الفردية
الإنسانية من حقوق فطرية .
اضمحلت الفكرة وانهار بناؤها
ثم ماذا بعد .....
نمت بالتوازي مع الفكرة الشيوعية الفكرة الإسلامية
التى تمتلك رصيدا عقديا لا يستند إلى العقل فحسب بل إلى
وحى السماء الاعلى الذى اكسبها مصداقية وروحا
ووفر لها فى ميدان الجدل والمحاجة منطقا لا يدفع
وهيكلا من النصوص التى تؤسس لكيان حديث
حضارى ضخم يستوعب الإنسان الفرد والمجتمع بفئاته
يمتد ظله فيغطى أرجاء المعمورة كأول عهدها ...
فما الذى حدث ....
لم تستجب الامة لنداء الأفذاذ والنابهين والعقلاء
من أصحاب الرؤي الثاقبة الذين حذروا من خطر التفرق
ودعوا إلى لزوم التكامل و الوحدة والتسلح بأسباب
القوة وخوض سباق العلم فى كل ميادينه التجريبية
والنظرية فانصرفت الأمة إلى خلافاتها الفقهية الضيقة
ونزاعاتها الحدودية فتمزقت قطعا ينهب الذئاب من اعدائها خيراتها
وليتولوا هم حراستها وحمايتها وهى تجلس عاجزة مكتفية
بملأ البطون وإشباع شهوات نصفها الاسفل وذلك رغم
رصيدها الهائل من الثروات والخيرات بل الأدهى
من ذلك أن يتفرق أبناؤها شيعا يسفه بعضهم
بعضا وليتم التهجم على رواد الفكر الكبار من القاصرين
والادعياء ...
بقيت الفكرة نظريا ....
لكن حملتها خذلوها فتركوها تراثا يتبرك به .
الخميس 16/2/2018
لم نتطرق للفكرة الرأسمالية اختصارا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق