أَسَفِي أَيْنَ أَنْتِ وَ النَجَمَاتٌ مَا أَنَـارتْ لِيَا
ظَلْمَاء يَزِيدُ البُعَادُ عَنْكِ والشَوْقُ سَوَادَهَا
لِيَهْزِمَنِي حَنِينٌ إِلَيْكِ وَحَالِـكُ طُولِ لَيَالِيَا
وَمَا لِي إِلاَ يَـرَاعٌ كَالـدِّرْعٍ لِهَوَاكِ أَبْرَيْتُهُ
حِينَ مَنَعَ الشَيْبُ دَمْعِي وَ جَفَّتِ الـبَوَاكِيَا
وَمَا لِي إلاَ فِي القَوَافِي حِصْنٌ وَ مَهْرَبٌ
وَمَا لِي إِلاَ فِي الأَشْعَـارِ تِرْيَـاقٌ وَتَـدَاوِيَا
وَيَا دَارًا خَلْفَ الحُـدُودِ رُصًّتْ جُـدْرَانُهَا
قَدْ تَعَذَّرَ إِلَيْكِ المَـزَارُ وَعَبَثَ الـشَوْقُ بِيَا
كِلاَنَا يَتَجَرّعُ مِنْ أَقْدَاحِ الأَشْوَاقِ صَبَابَةً
وَكِـلاَنَا يُسْقَى كُؤُوسَ الرَّاجَاء وَالتَنَاجِيَا
كَغَرِيقَيْنِ تَتَلاطَمُ أَمْوَجُ السُهَادِ بِنَا عُـنْوَةً
يَغْمُرُنَا أَملُ اللِّقَاءِ وَمَا نَاءَتْ للقَاءِ مَوَانِيَا
وَيَعْصِفُ بِنَا الأَسَى فِي كُـلّ حِينٍ وَتَارَةً
تُلْبِسُ الأَقْـدَارُ مَلْـقَـنَا مَـوَانعًـا وَ نَـوَاهِـيَا
مَا يَئِسَ المُحِبُّونَ إِلاَّ حِينَ يَضُمُّهُمُ الثَرَى
وَ إِنْ ضَمَّنِي بَـلّغِي ثِغْـرِكِ مِنِي سَـلامِيَا
وَ قَدْ أُفَارِقُ الدُنْـيَا وَعَيْـنِي مِنْكِ لا تَرَى
إلاَ مَا جَـادَ بِهِ عَـنْكِ حِينَ الـشَوْقِ خَيَالِيَا
وَ كَأنَنِي قَضَيْتُ العُمْـرَ ضَرِيرًا لاَ أَرَى
إِنْ مَـا رَأَيْتُ مُحَـيَّاكِ كُـلَّمَا خَطَرَ بِبَـالِـيَا
وَمَا لِي وَوُجُهُ النَاسِ حَوْلِي إِذْ تَزَاحَمَتْ
إِنْ مَا كَـانَ وَجْـهَ مَلِـيحَةِ الـمَبْسَمِ أَمَامِـيَا
سُحْقًا عَبَثَ الشَوْقُ بِي وَغَادَرَنِي الكَرَى
وَجَفَانِي الصَبْرُ رَبّاهُ وَ مَـا لاَح صَبَاحِيَا