تائِيَّةُ العَبرَةْ
السّيّدة زينب تشهد مقتل أخويها الحسين و العباس و أولادها عليهم السّلام وقطع رؤوسهم وتعليقها على الرّماح أمام عينيها في كربلاء و أخذها سبيّة إلى الكوفة ثم إلى الشام :
تَبكي القَتيلَ بِزَحمةِ الأصواتِ
وتُهَزّ من عَتمٍ على الأمواتِ
و بِعَبرَةٍ غصّت بتعذيبٍ أتى
تُكوى بنَبرةِ بحّةِ الآهاتِ
تَنهالُ آلاتُ التَّمَزُّقِ تَبتدي
وتُمَزِّقُ الرّاياتِ في الرّاياتِ
تَلقى الوَتينَ تَمَزُّقاً في ذاتها
وسُكوتُها يَقتاتُ من صَلَواتِ
هُزَّت بِقَتلِ ثَوابِتٍ كانت لها
سِتراً وتِرساً مُسكِتَ الضَّرباتِ
تَرثي الُأخوَّةَ قد مَضَت بِتَعَثُّرٍ
صارَت سَبيّةَ جَمعَةٍ للعاتي
قُصَّت بمذبحةٍ لعِترَةِ سِترها
غَصَّت بِبَحَّةِ دَمعةٍ لبنات ِ
تبكي وتُرسِلُ ضمّةً لقتيلها
وتعودُ تذكرُ عزّة السّاداتِ
تبّت يدُ الطّاغوتِ فَتَّتَ سِترها
هَتكَ السّّواترَ هاتِكُ الحُرُماتِ
قد تَوَّهَ اليَختَ الذي سَبِحَت بهِ
ياقوتةُ التّسبيحِ و الدّعواتِ
قَتَلَ الذي كانت تعيشُ بصوتهِ
قَتَلَ الفراتَ بطعنِهِ لفُراتِ
ابنُ البتولِ و منبتٌ بحياتها
لبدايةٍ و نهايةِ الرّكعاتِ
غصّتّ غداةَ تَسَربَلَت بحشاشَةٍ
للآهةِ المكتومةِ العَبَراتِ
تاهَ التّصوّرُ فاليتيمةُ سُطِّرَت
بظَهيرَةٍ في سكرةِ الأمواتِ
أُسِرَت بلسعةِ لوعةٍ قد وَدَّعَت
موتَ الذي قد مات بالطّعناتِ
ناحت على تلّ الشّتاتِ تَعاسَةً
أمسَت يتيمةَ حِميَةٍ بفَلاةِ ..
#بقلم_سليمان_الحسن ١/٦/٢٠١٩
العَبرة: الدمعة. العاتي: الظالم الذي قتلهم و حرق خيامهم و سباهم. لبناتِ: بقية النساء الذين كانوا معها.
البتول : فاطمة الزهراء رضي الله عنها. تسربلت: لبست. حشاشة: بقية الروح في المُحتَضِر. حِمْيَة : مكَان مقدّس هو فِي حمية أهله مكان محميّ. فلاة : صحراء واسعة مقفرة لا ماء فيها.
#القصائد_السُّليمانيّة_بقلم_سليمان_الحسن : وهي قصائد تُكتب على بحرٍ من بحور الشعر العمودي ، بموضوع لا على التعيين، و تكون كلّ كلمة بها متضمّنة لنفس حرف القافية من بداية القصيدة حتى نهايتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق