* لكِ أمّي*
الثم جبينَ الأمِّ تلثم انجما
هي لم تكن إلا لجُرحِك بلسمَا
هي غايةٌ يرنو الفؤادُ لظلّها
هي في يديكَ فلا تخلِّ المعصما
ولكِ الفؤادُ يحجُّ في خلاواته
هو يبتغي منكِ الحنانَ وزمزما
ورميتُ من جمرٍ وطفتُ مواليًا
ووقفتُ في طَولِ الأمومةِ محرما
ويطلُّ في الليلِ البهيمِ سلامُها
فأقصُّ إربًا كي اسوّيَ طلسما
ويقودُني عطرُ الأمومةِ نحوها
وهي التي مدّت لروحيَ مِنسما
وأحنُّ للأيدي التي مسحت على
روحي لأبدوَ في يديها برعما
ويضمُّني مثلَ الحمامةِ جنحُها
وأنا كطيرٍ في اليمامةِ رنّما
وكأنّني في مهجتيكِ مقاتلٌ
يحميك من ظلمٍ ويدفعُ مجرما
ولقد ملأتُ قصائدي شدوا فلا
أبغي لغيرِكِ أن أراجعَ معجما
وأسيرُ في ربعِ العواطفِ زاهيًا
لازلتُ فيها كالمتيّم مغرما
ويؤخّرُ القلبُ الكبيرُ هيامه
ولها امرتُ الشوقَ أن يتقدّما
وحبوتُ في احشائكِ وبجنةٍ
قلبي تفرّعَ من جذوركِ مذ نما
جمعت ولم تترك خصالًا جمةً
إلا بها أوفت لتصبحَ معلما
فرميتَ سرَّ تولّهي في قلبها
ربّي فسبحانَ الذي فيك رما
وإلى السماءِ رفعتَها وجعلتَها
عيسى بقلبي والجوارحِ كالسما
وأنا الرميمُ إذا تباعدَ نجمُها
أنعم بنجمٍ للمهلهلِ رمّما
لابل خلاها لا تراني مبصرًا
مثل الذي يشقى ويشقيه العمى
أنا مثلُ عيسى غيرَ أنّي عندها
قلبي لها قبلَ التكوّنِ كلّما
وأنا ترابٌ صبَّ ربّي ماءَه
فأدرتُ وجهي نحوها لأسلّما
هي عَالمٌ ملكَ الجوارحَ كلّها
وبدونِها صرحي كبا وتهدّما
هي نعمةٌ كبرى وسرُّ عوالمَ
فيكِ الأله وللأمومة صمّما
وإذا خلا منك الفؤادُ فإنّه
من قبلِ أن تمضَي أراه تيتّما
وأراه يضربُ أضلعًا ويقضّها
من غيرما سمٍّ تراه تسمّما
أمّي ولو بلغت سنونيَ كثرةً
لا أرتضي حتى أموت لأُفطما
بقلم سيد حميد من بحر الكامل
الإثنين/ ٣٠ / ١١/ ٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق