معراج القصيدة
==========
في البدء بائت بالبريق مبرقعاً
و تخطَّفته أصابع الأزمان فانتعل الضياء
بادر الأفلاك
و انعكست شموسٌ فوق لُجته فأرسل قوس قزح للنهيرات الحثيثة في الغروب
و أوقدت شمس الحياة خدودها في خدرها
فتهيأت ورقاً تؤججه و تنفث روحها بشراً ذكياً تهبُه بمكانها الشرقي
باحت اغاريد التمني بالطراوة فانزووا وتدثروا
روحاً تؤرقها الفجيعة في صغار الفالتينْ
و تكوَّنت في كل سنبلة حبوب خلاصها للمستحيل
و تنرجست أنفاس صدر المستحيل
تسَّاقط الأحجار عن وجه النهار
الموج رصَّع ظل رملتها
الطير ينفض ريشه
ضج الصدا : كن
ردَّت بمبسمها برودة دهشتي و تمنعت
رسمت على طينيتي ظل ارتقاص النار في معراجها
شوقاً و لم تمسسه نار قد توهج طميي فيَّ
فردوسها صدري و فردوسي صفاها
و مرتعي في صدرها و نعيمها في مرتعي
فيحب نرجسها حقولي و تشتهي أرضي براح فضائها
عُلِّقتُها و تعلَّقتْ بي منذ كن
لكأنها خُلقت من الدم ليسري دفؤها
فتعيش بي و أنا بها أحيا
فنحيا ركعتين
أخُشُّها بالبسملهة
فتفرُّ بي
صُعُدً إلى اللا منتهىٰ
(مرسي يحيى 1985)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق