الثلاثاء، 30 مارس 2021

❤❤حوارٌ مع الذات❤❤طالب سليمان الشنتوت❤❤

 حوارٌ مع الذات

يُعاندني  حظي و  أحيا   أُعاندُهْ
يفرُّ   كما  المهزومِ  مِمَنْ يُطاردُهْ

أُقابلهُ   يرتدُ   عني  كما   الصدى
يَحيدُ  عن الدربِ الذي أنا قاصدُهْ
 
و يجتازني كالسهمِ  لو سِيْقَ مُجبراً
إليَّ   وَ   يَأَبى  أَنْ  تُمدَّ  سواعدُهْ

فَليسَ   الذي  عندي   يحطُّ  رِحَالَه
و  لستُ   الذي  بِالأمنياتِ  يُناشدُهْ

وَ  لو   أَنَّه  يبني  مِنَ  الهمِّ برزخاً
بَنيتُ  مِنَ  الإصرارِ  سبعاً  تُجالدُهْ

أنا ابن الذي لو أطبقَ الغيثُ جفنَهُ
وَ  أقفرتِ  الدنيا  تفيضُ  موائدُهْ

تَراهُ     كَأَنَّ     السَّمْهَرِيَّ     بِكفِّهِ
شهابٌ  مِنَ الأنوارِ  فَرَّتْ  طرائدُهْ

ترى  عَلَماً  يعلو  على ظَهْرِ  سَابحٍ
ترى  جبلاً  و الراسياتُ   قواعدُهْ

أبي  قِبْلَةُ  الملهوفِ  مَنْ في ظٍلالِهِ
يُعَزُّ  وَ  يُمحَى الضيمُ  عَمنْ يُكابدُهْ

أَبي  إِنَّ  لي إرثاً مِنَ  الفخرِ  كُلّما
أُناديكَ  قامتْ  كالجبالِ  شَواهدُهْ

فَحسبِي  مِنَ  الأمجادِ  أَنَّكَ  والدي
وَ حسبُ  تليدِ  المجدِ  أَنَّكَ  والدُهْ

لَمَسْتُ يَدَ الأطلالِ صَاحتْ وَ أَجهشتْ
لقد  غادرَ   الأنحاءَ  مَنْ  أَنْتَ  فَاقدُهْ

تَفَحَّصتُ    حَبَّاتِ   الرِّمالِ    لَعَلَّها
بِهَا  مِنْ  خُطا ليلايَ  رسمٌ  أَشاهدُهْ

فَلَمْ  أَرَ   إِلّا   مُضرَمَ  الشوقِ  ثائراً
و نهراً  مِنَ  الأحزانِ  فَاضتْ  روافدُهْ

رأيتُ  شفاهَ  الشَّوقِ   وجداً   تَشقَّقَتْ
وَ جمراً  مِنَ  الأشجانِ  تَغْلي  مَوَاقِدُهْ

وَ قَدْ  أَدهشَ  الأطلالَ  رُؤيايَ  زَائراً
أُفتِّشُ   عَنْ   عَهدٍ   جَفاهُ   مُعَاهِدُهْ

رَأَتْ    طَلَلاً   في  رَاحَتَيهِ   رُفَاتُهُ
رَأَتْ    طَلَلاً وَ  الذكريات  وَسائِدُهْ

أُناديكِ  يَا  لَيْلايَ  جُودِي على الذي 
لأجلكِ  ملءَ  الكونِ فاضت قَصائدُهْ

وَ كانَ  يَصبُّ  الطلَّ في  ثغرِ  كَأْسِهِ
وَ تَسقيكِ عِندَ  الفجرِ شهداً  مَوَاردُهْ

وَ كُنْتِ  مَهَا الغُزلانِ في كلِّ خُطوةٍ
تَخطُّ  مِنَ   الأَقدارِ   حُلماً  يُراودُهْ

وَ  نهراً  مِنَ   الغُزلانِ  كُنتِ  أَمَامَهُ
كَأَنَّكِ  وَ  الغُزلانَ  جَيشٌ  وَ  قائدُهْ

وَ كحلٌ مِنَ الحُسنِ الذي قَدْ  وُهِبْته
مَكاحِلُهُ    قَدْ   طَلَّقَتْها   مَرَاوِدُهْ

وَ خَدٌّ  يَغارُ المِسْكُ  مِنْ  لَونِ خَالِهِ
وَ ثَغرٌ  بِهْ   العُنَّابُ   تُبْنَى   مَعَابِدُهْ

مضيتِ فضاقَ الكونُ  حتى أخاله
عَلَيَّ  مِنَ  الفُولاذِ   سُلَّتْ   مَبَارِدُهْ

وَ غِبتِ فألقى الزَّهرُ حُزناً  جُفونَهُ
على زارعِ  الأمسِ الذي هو حَاصدُهْ

عَلى  قُبَلِ الغيثِ  الذي  طَالَ  بُعدُهُ
وَ جَفَّتْ لمى الغدران مُذْ غَابَ وَافِدُهْ

وَ لَمْ  تَكشفِ الآفاقُ  عَنْ  وَجهِ  زَائرٍ
بِهِ  تَنجلي  الأحزانُ لَوْ  لاحَ   رَائِدُهْ

فَعُدْ  أَيُّها  الماضي الذي كانَ  حاضراً
وَ  مُستقبلاً  شوقاً   تذوبُ   مَرَاصدُهْ

تَعالَ   فَمُذْ  غَادرتَ  أَلقيتُ  أَضْلُعِيْ
فَلا  القلبُ   موجودٌ  و لا أَنَا فَاقِدُهْ

أُُفَتِّشُنِي كالجذرِ  مِنْ  شِدَّةِ  الظَّمَا
يُفَتِّشُ  جَوفَ الأرضِ و الماءُ  لَاحِدُهْ

تَعالَ  فَإنَّ  العمرَ   بعدكَ  قَدْ  غَدَا
قَطيعاً  مِنَ الغِيلانِ   تَغزو  بَوَائِدُهْ

تَعالَ  فَشمسُ  العُمرِ   زَمَّتْ  رِحَالَهَا
وَ مَسْرِى غروبِ العُمرِ  لَاحَتْ مَقَاعِدُهْ

وَ نُحْ  أَيُّها  البحرُ  الطويلُ  على الذي
مَقَامَ  الصبا المَحزونِ نَاحَتْ  قَصائدُهْ

هُنَا   أُنزلُ   المرساةَ   تَرسُو  سَفينتي
لِأَنْقُلَ  لِلشطآنِ   مَا  القلبُ   حَاشِدُهْ

سَأَمضي وَ  تَبْقَى في القلوبِ قَصائِدِي
تَراتيلَ    شَلَّالٍ   تَفيضُ    رَوَافِدُهْ

                           طالب سليمان الشنتوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...