#نداء_آخير
يا كلّ الراحلين الأوائل
بالله كيف حال داركم
كيف وجدتم درب الآخرة
هل كلُّ الحكايا خالدة
هل لنتانة الدنيا بكم شوق
أو لدناءة بعض أهلها خلاص
كم نرجو معكم لقاء أو التحاق
فلم تعد هذه الدنيا تتسعُ لأحلامنا
فقد لوثتها مشاعر المزيفين
وغيرت وجه حقيقتها قلوب المنافقين
وما انفكَ القلب يرجو له خلاصا
فكيفَ يعقدُ القمرُ صفقة مع الشمس
وكيف سيدنو السواد من الطيف
لتكون الجبالُ أوتادا للحقولِ والأودية
وكيفَ للبدرِ أن يجدَ نجمة تشبهه
في عالم الأجرام الثائرة نحو الثقب
أيُّ ثقبٍ ذاك الذي يسترق الشهب
ضوضاء وصخب قبل هطول المطر
وريحٌ عاصفٌ تشبهُ الثرثرة عند النساء
براكينٌ تفجرت تحرق كلّ ما حولها
وكنتُ كالينابعِ في الرحمة والصفاء
كذلك كانت كل أحلام العصافير
وبقيتُ أنا أعاني وحدي الغزاة
وأقرأ في كلّ تأريخٍ للأولين وأضحك
فقد كذَّبَ الحاضرُ كلّ قصص الماضي
وعلمتُ ألَّا شيء يعود بعد الرحيل
وآمنتُ بأنّ اليوم لا يشبهُ الأمس السحيق
ولا الغدُ سيشرقُ دائما كما نحبُ ونرضى
وكلما فتحتُ كتابنا السماوي قرأتُ به:
"إن الإنسان ليطغى..."
"إن الإنسان لربه لكنود.."
" ثم رددناه أسفل سافلين.. "
وما عدتُ أجدُ فئة المؤمنين المخلصين
فأينَ أنتِ يا من غررتِ بالأولين والآخرين
وجعلتهم منذ زمنِ قابيل وهابيل يتقاتلون
وأشعلتِ حربا بين أهل القربى يا بسوس
وتبعنَ زليخة كل نساء المدينة ضلالا للجمال
وأما أنا فلم أعد أصدقُ أحدا من السابقين
ولا من أبناء جيلي من الهائمين العاشقين
ففي كل حالات الطهرِ التي بحثتُ عنها
لم أجد كخديجة كي تدثرني وتؤمن بي
رغم كل جيوش زليخة ومن تبعنَها
وسأبقى أتنفسُ بعفة يوسف لربّما
جاء اليوم الذي عزيز الحبِّ أكون
فسأنامُ في بطنِ الحوت حتى أجدها
صابرا صبر أيوب لعلّ الهدهد يأتيني بفرح سمين
القيصر رائد العمري


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق