قصيدة ( تأفلُ في مآقيهِ النُّجومُ ).....
أيا عمري ربيعُ العمرِ وَلَّى
فهل يبقى على وجهي النَّسيمُ؟
خريفُ العمرِ للمحتومِ يمضي
كَمَنْ يجري وتعلوهُ الغيومُ
يراقبُها وفي عينيهِ خوفٌ
وذعرٌ مِنْ عواقبِها يدومُ
تُلاحقُهُ العواصفُ مثلَ صقرٍ
على الصِّيصانِ رفرفَ أو يحومُ
تعثَّرَ في خُطاهُ وراحَ يهوي
إلى جُرفٍ .. فيسقطُ لا يقومُ
تلبَّدت الغيومُ .. عليهِ تبكي
كأنهارٍ .. فكيف بها يعومُ؟!
فيلتمسُ الخلاصَ إلى كهوفٍ
على جدرانِها نُقِشَتْ همومُ
لأقوامٍ تواروا في ظلامٍ
وما صمدوا لأيَّامٍ تغيمُ
وما انتظروا شعاعَ الفجرِ يصحو
على أملٍ لهُ قلبٌ رحيمُ
أيا عمري تسربلْ بالأماني
ودثِّرني بأحلامٍ تهيمُ
لعلَّ الآهَ في الوجدانِ تخبو
فكم نامت بأوصالي الجحيمُ
ولا تخطُ الطريقَ بلا حذاءٍ
فيعلقُ في أصابعِنا الأديمُ
ولا تركن إلى زيفٍ عقيمٍ
لأنَّ الزَّيفَ غدَّارٌ لئيمُ
يدورُ بعقلِكَ المفتونِ حتَّى
تظنَّ البدرَ يحجبُهُ السَّديمُ
وما تدري بأنَّ البدرَ وَلَّى
كحُلْمٍ عن أمانينا يصومُ
شموسُ العُمرِ للنِّسيانِ غابت
وتأفلُ في مآقيهِ النُّجومُ
بقلمي حازم قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق