( دار الغربة )
قد طال بالفجر البعيد غياب
والصبر في الليل الطويل عذاب
والدار من وجعي تفيض كآبة
والحزن من جنباتها ينساب
فيها أعيش مواجعا لا تنتهي
من غربة ما عاشها الأغراب
طالت بها الظلمات حتى أصبحت
يخشى الضياء ظلامها ويهاب
جدرانها الصماء ألفت وحدتي
وإعتادها شباكها والباب
في آخر الكون القصي كأنها
ليل يسد طريقها وضباب
ما مر بي فيها غريب عابر
لا زارني أهل ولا أحباب
حتى الذين تظاهروا وتصنعوا
وحسبت يوماً أنهم أصحاب
كشفت لي الأيام زيف طباعم
والطبع في كل الورى غلاب
بوداعة الحملان أخفوا أنهم
خلف الوداعة والرياء ذئاب
فيهم وقد طالت سنين جفائهم
لا لوم يجدي لا يفيد عتاب
ولا فرق بين حضورهم وغيابهم
عندي إذا حضروا كما لو غابوا
والنفس من طول إنعزالي أيقنت
أن الصداقة كذبة وسراب
وبعدي عن الأشباه ليس خطيئة
لكنه رغم العناء صواب ،،،
،،، أحمد محمد عزيز ،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق