روضة العشاق
هذه الجنة لا يدخلها ،
غير حساس بأسرار الجمال ،
وردة تحضنها سوسنة ،
بشريان الحب في عش الظلال ،
الزهور إنتبهت لكنها ،
قالت : ( العشق بدنيانا حلال )
و المساء إنطلقت باسمة ،
من بيوت الغيم تستدعي الحياة ،
و شحت فستانها الابيض كي،
تظهر - اليوم- بأثواب فتاة ،
زفت العذراء فالحسن أتى ،
يشهد الحفلة من كل الجهات ،
و غصون عزفت في علوها ،
كل الحان بايد ناعمة ،
و عليها غر أوراق و في ،
حضنها تغفو زهور باسمة ،
و الحمامات التي قد القت ،
جوها قد رفرفت كالعائمة،
و الفراشات كورد طائر ،
في فضاء جوه عطر ثمين،
كل من في الارض يدعوها ألا ،
أسرعي نحو قلوب العاشقين،
إنها أثار الارواح. لكنها جسدت ،
في صباح اليوم في ابهى قرين،
أصبح الجو بها روضا فذى ،
فلة من خلفها تبدو الزهور ،
و النسيم الطفل يجري خلفها ،
حاملا في ردنه روح العطور ،
و السماء ابتسمت من خلفهم ،
ثم أهدتهم سلالا من غرور ،
و العذارى جئن في زهو الى ،
عالم الاحلام في ابهى صباح،
سرن بين الزهر لكن اوقفت ،
نغمة الاطيار هاتيك الملاح ،
لوحة قد رسمت في لحظة ،
من زهور و عذارى في إنشراح،
إن أجسام الالى جئن الى ،
موطن الاحلام حلت في وجود ،
إنها المحسوس لكن قد غدت ،
في فناء مثل نرفانا الهنود ،
معجزات شوهدت في روضة ،
حيث غاص الانس في بحر الورود،
و الفتى الشاعر في عزلته ،
يسكب الدمع على قبر الثرى ،
ينظر الارواح تسري برهة ،
ثم تمضي نحو دنيا لا ترى ،
و هو لوحة في جدتها ،
فوقها النور بسوما قد جرى ،
فلة شمعة عيد قد نورت ،
أعين الناس وغاصت في الفناء ،
ينزف الادماء كالغيث على ،
أغصن الاضلاع من غير إنتهاء ،
ان فيه الف جرح قد عصى ،
كل برء بل جفا كل دواء ،
هذه الروضة بالحسن لقد ،
أيقظت كل شعور في القلوب ،
إنها الجنة في الارض لذا ،
خصها الفنان بالوصف العجيب ،
في صباح مشرق حتى غدت ،
متحفا لوحاته تخرج طيب .
د. رضا سلام التبسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق