روح مرهقة
و لربما كنتَ تدري سيأتيك يومٌ أسمهُ ندمُ
أو إنكَ تتغافلُ سهواً بركب الريحِ و تتوهمُ
مالكَ تهزي أرقاً بثمل جنونك وتشردُ للبعيد
وكلُ دروبكَ نفاقٌ و كذب جرحٌ يشدهُ الألمُ
ربما ليس هو الحب الذي ادمنتَ بسكرتهِ
كالكفيفِ أطحتَ بأدمعي و أحرقتَ الحلمُ
فإستبحتَ دار الوتين بالوجعِ وكم أرهقتني
فنلتُ من كتابُ الصبر بغيابكَ سراب العدمُ
حتى أهلكتني بلعنة العناء و حين أتممتُ
موتي أضعفني الشوقُ و الحنينُ نارهُ يلتهمُ
بجسدي ألمٌ يابى أن يفارقني بطيب المنايا
و جدار قواي راح يهدني بدمعتي و يهدمُ
و إني أعوذ بكَ من عذابي دون رحمة الله
كيف تفارقني و الروح قد أضنى بذلتهِ نهمُ
و كل الايام أبرحتني و راحت بيا تشْقُ
بالآلامِ مرها و كلُ جرحٌ يلدُ ورائهُ جرحٌ لئمُ
و كانني لم أدنو بصلواتي بدروب الهوى
و الأقدارُ وكأنها بالعطاي لاتنفضُ إلا السقمُ
أهي مشيئة السماء ان تنالُ مني رجسُ
الطعنِ أم إنها القلوبُ بشرها باتت لا ترحمُ
هذا السفرُ إلى متى سيمرُ بجرحي للهلاكِ
و العمرُ بثوب الموت شيبٌ ملامحهُ و نقمُ
ها أنا ألهو بظل كفني على دروب الرحيلِ
نعشٌ بوجه الموت قد بقي راضٍ محتشمُ
و قد أراكَ تبكي أن رحلتُ من دنياكَ ألماً
فهل بعد موتي دروبُ أحلامكَ ستستقمُ
أم أني سأغفر لك أمام الله بيوم القيامةِ
عبثاً ظنونكَ فجرحي لذات اليوم لا يلتئمُ
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ٢٠٢٣/١/١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق