السبت، 25 مارس 2023

🌹زينب ووعد القدر🌹حسين بشيني

 =

   بقلمي : د . حسين بشيني 

                                 ***********************

    قصة قصيرة

                                                   ==========


                      زينب و وعد القدر...!


    ما انفك السائق يستعجل السيدة زينب بمنبه السيارة .صباح ذلك اليوم لها مواعيد مع عملاء مهمين وعليها الا تضيع ادنى فرصة لاقتناص عقد معاملة او اكثر خاصة بعد اشهر من الركود بشركتها المتخصصة في النسيج والالبسة ...هاته السيدة تعيش حياة مترفة، لديها كل ما يتماه من عينه بصيرة ويده قصيرة لكن بقلبها وجع دفين لا ينسيها إياه الرفاه وبهرج الدنيا ...

فتحت دولابا صغيرا بغرفتها ، اعطت للمعينة مبلغا ماليا لتسلمه إلى عامل الطلاء والتزويق الذي كلفته بتوضيب الطابق السفلي للفيلا على احتمال ان تتأخر في العمل ولا تدركه بالمكان . لقد اتفقت معه على الا تتجاوز آجال انتهاء الاشغال خمسة أيام ، فهي بانتظار عودة ابنها المقيم منذ سنين بالخارج مرفوقا بزوجته الاجنبية وابنتيه ....

التقطت زينب حقيبتها اليدوية ، تركت كل شيء على حاله ونزلت المدرج بسرعة وغادرت الى مقر الشركة.

    حالما حضر العامل ومعاونه وقبل ان يباشرا مهمتهما ناولتهما المعينة قهوة الصباح وأعطت المبلغ لصاحبه...

    عادت السيدة زينب في وقت متأخر متعبة وصعدت إلى غرفتها دون إلقاء نظرة على ما انجز من عمل...

من الغد صباحا نهضت قبيل منتصف النهار. نزلت الى الطابق الاول والتقت برشيد ، فني التزويق، انشرحت لما قام به حتى ذلك الوقت وشكرته على إتقانه لعمله .وعدته بأن تسلمه بقية مستحقاته بعد يوم وطلبت إليه ان يتصل بها بالشركة بعد ان ينهي مهمته وياخذ أدواة عمله .

في اليوم الموالي فتحت الدولاب الصغير لتحضر ما بقي لرشيد من مال بذمتها ...بهتت زينب لما لاحظت اختفاء بعض الحلي من الدولاب . نادت المعينة المنزلية وسألتها فأنكرت هذه الأخيرة أن تكون على علم بوجودها اصلا...ذهبت شكوك السيدة زينب مباشرة إلى الفني وصانعه على اعتبار أن لا غريب دخل الفيلا دونهما وعلى اعتبار أن الخادمة معها منذ سنين ولم تلحظ منها ما يدع للشك فيها فقد كانت إذا احتاجت شيئا ما التمسته من سيدتها وهذه الأخيرة كانت دوما ترضيها تقديرا لاتعابها وتفانيها ...

   في الموعد المتفق عليه حل رشيد الشركة لاستلام باقي مستحقاته فوجد عوني أمن بانتظاره .دون تبرير ، اقتيد إلى المخفر حيث اطلع على تهمة الاستيلاء على مصوغ السيدة زينب من فيلاتها .

أصر على الانكار وعلى حضور الشاكية للمكافحة وقد كانت متواجدة بقاعة مجاور فدعيت إلى مكتب المحقق حيث كان المتهم مقيدا إلى كرسي ...بدأ الباحث بإجراءات محضر الإدعاء فسال رشيد عن هويته كاملة ومسقط راسه. باختصار ، أدركت زينب أن الذي أمامها ليس سوى أخاها الذي لم تلتقيه منذ اربعين عاما ...كان ذلك لما توفي والداهما إثر انهيار منزلهم القدم فتبنتها عائلة ميسورة ليس لها ولدان وأخفت عنها الحقيقة ولكن زينب كانت بالسادسة من عمرها ولازالت ذاكرتها تختزن الكثير .لم تتمالك نفسها فاحتضنت رشيد في نوبة بكاء وعويل أمام دهشة رئيس المخفر وأعوانه ...تبين بالوثائق أن الحقيقة كما ذكرت المرأة التي طلبت على اعتبار ذلك إسقاط دعواها ضد رشيد . هذا الأخير أصر على براءته وشهد مساعده بأنهما لم يصعدا أبدا للطابق العلوي ولم يكن لهما سبب لذلك ...لكن ، رئيس المخفر كان له راي آخر فتشبث بمعرفة الجاني واستدعيت المعينة على عجل . لم تجد بدا نن الاعتراف بأنها صاحبة الفعلة .لقد استغلت الفرصة حين خرجت سيدتها وتركت الدولاب مفتوحا ؛ استولت على المصوغ وسلمته لخطيبها الذي كان بدوره يأتي من حين لآخر لتنظيف الحديقة وذلك حتى يفرط فيه بالبيع ويستعينا بثمنه على مصاريف الزواج ...

    في اليوم التالي وصل ابنها راغب وأفراد عائلته ما أدخل على زينب فرحة كبرى...وهم يتسامرون اسرت اليه أمه بخبر التقاء خاله وأخبرته بالظروف التي يسرت جمع الشمل...قال راغب : " أن تكوني عادلة يعني ان تسامحي المعينة التي تقبع بالسجن ذليلة وتتنازلي عن الشكاية بل وتعيديها للعمل مثل العادة ، لقد قدمت لك خدمة كانت من المستحيلات بالنسبة لك ، فلو لم تفعل ما كنت تلاقين أخاك الى الممات "...وتم الامر كذلك بالعفو والرضا . على هذا النحو شاء القدر ان يوفي بوعده للسيدة زينب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...