أحسن القصص
--------------
تاسعا : مع قصة النبي لوط
-------------------------
أرسل الله النبي لوط الى قوم هم أهل فاحشة اذ كانوا يأتون الرجال شهوة دون النساء فلم ينفع معهم نصح لوط .
( اذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون ، اني لكم رسول أمين ،فاتقوا الله واطيعون )
حاول النبي لوط أن يثنيهم عن فعل الفاحشة ولكنهم مضوا يفعلون المنكر دون حياء .. ( أتأتون الذكران من العالمين ، وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون ) تركوا الزوجات وانحرفوا الى الرجال يبتغون الشهوة فأي قوم هم ! يقول عنهم رب العزة بأنهم قوم عادون ، زاغوا عن الفطرة وخالفوها فهم أسوأ الأقوام ( قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين ،قال اني لعملكم من القالين ، رب نجني وأهلي مما يعملون ) هكذا هم يهددون لوطا بطرده من القرية لأنه يريد لهم أن يصلحوا أنفسهم ويتطهروا من فعل الفاحشة فدعا ربه أن ينجيه هو وأهله الا امرأته كانت من الغابرين ..( وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ، ان في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ) لم يمهلهم ربهم طويلا فأنزل عليهم مطرا ولكن أي مطر انه مطر نقمة وهلاك جزاء بما كانوا يفعلون .
ويتكرر المشهد في سور قرآنية متعددة ولكن بأسلوب رباني ممتع لا يمل منه القارئ .( ولما أن جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن انا منجوك وأهلك الا امراتك كانت من الغابرين ، انا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون )
ما أن جاءت الملائكة لوطا حتى حسب أنهم ضيوفا فجزع وخاف عليهم من قومه فيما يفعلون من منكر غير ان الملائكة يبشرونه بأن عذاب الله سيصيبهم لما اقترفوه من فاحشة .
( وجاءه قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فاتفوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد )
هكذا يريدون فعل الفاحشة مع ضيوف لوط فعرض عليهم لوط بناته فهن اطهر بدلا من هذا الخزي الفاحش للضيوف ، ولم يكن يعلم لوط بعد ان الضيوف ملائكة ..( قال لو أن لي بكم قوة أو آوي الى ركن شديد ، قالوا يا لوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك فأسر بأهلك بقطع من الليل .....ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب )
تمنى لوط ان تكون له قوة يبطش بالمعتدين او انه يلجأ الى مكان امين يحمي ضيوفه ، فاخبره الضيوف بأنهم ملائكة وان يخرج هو واهله في اواخر الليل وان موعد هلاك القوم هو الصبح والصبح قريب .
( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود، مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد )
هكذا نهاية المنحرفين الضالين ، نهاية مخزية .. لقد جاءهم جبريل غاضبا فرفع القرية بجناحيه حتى جعل عاليها سافلها بعد أن أمطرهم حجرا من سجيل منضود ، انها عقوبتان في آن واحد لكبير جرمهم واتيانهم فاحشة اللواط جهارا بعد ان نزع ثوب الحياء منهم .
ان هذا النبي الصالح لوطا عانى من قومه ما عاناه فضجر منهم اذ لم يسمعوا له نصحا حتى تمنى ان يكون له ركن يأوي اليه ولكن الله نصره في آخر الأمر بعد ان اهلكهم بالعذاب الذي يستحقون .
ان السرد القرأني لقصة النبي لوط مع قومه سرد شديد الوقع على النفس لما فيه من تهديد ووعيد لقوم انحرفوا عن جادة الطريق ، ثم ان فيه لعبرة لمن يسلك هذا الطريق ليصيبه الخزي والهوان مع غضب من الله فيه لعنة وعذاب غير مردود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق