الاثنين، 19 يونيو 2023

🌹المحاكمة🌹 عبد العظيم السيد خليفة

 اسف للإطالة

المحاكمة

قصة من نسج الخيال

تدور احداثها في العصور الوسطي في مقاطعة ساكسونيا احدي المقاطعات الألمانية

والتي كانت ترأسها حاكمة ابتدعت قانون يسمي قانون ساكسونيا

فرق في المحاكمة بين الرعاع وهم عموم الشعب بجميع فصائله وبين النبلاء 

وفي ظل هذا القانون جرت المحاكمة

بين احدي الرعاه من عوام الشعب ويسمي الاستاذ الدكتور وهدان الساكسوني بالألماني ويعمل استاذ علم الحيوان وبين احدي الذين يطلق عليهم النبلاء بالمقاطعة وهم الطبقة التي طفت علي السطح فجأة وانتفخت جيوبهم من اموال الاراضي والبنوك التي استولوا عليها حينها ويطلق عليهم النخبة

واصبحوا بشوات ولهم الكلمة 

ويسمي النبيل رضوان باشا بالألماني

انعقدت الجلسه

دخل الاستاذ الدكتور وهدان مُكبل اليدين والرجلين بالحديد كمتهم ومجني عليه يرتدي ملابس السجن وتم القائه خلف القضبان في قفص الاتهام

والرعاه من بني جلدته يلتفون حوله ويقذفونه بالطوب ويهتفون 

 اعدام اعدام اعدام

ودخل رضوان باشا تحوطة هالة من الاعلامين ونبلاء المقاطعة في موكب مهيب كمجني عليه ومتهم وجلس في القاعة في مكان تم تخصيصه له

مقابل القفص

لحظة واعلن الحاجب دخول القضاه قاعة الجلسة

صارخاً محكمة 

اعتلي القضاه المنصة

القضية رقم 1

الحاجب

المجرم وهدان

والنبيل رضوان

المحكمة موجهة كلامها لوهدان

ياوهدان هل انت قتلت كلب ابن النبيل رضوان

وهدان سيدي الرئيس

نعم يامعالي الرئيس والسبب

الدائرة مقاطعة بعدين بعدين عندما يأتي دورك في الكلام تكلم عن السبب

رئيس الدائرة موجه كلامه لأمين السر

اكتب ياأبني لقد اعترف بالجريمة

ثم نادي علي النبيل رضوان

يارضوان باشا

هل انت قتلت ابن احدي الرعاه والذي يسمي رضوان بعدما قتل كلب ابنك

ايها القاضي نعم جراء قتله لكلب ابني

الدائرة لأمين السر 

اكتب ياإبني 

لقد برر سبب القتل كون وهدان قتل كلب ابنه

المحكمة

النيابة تتفضل

النيابة ممثلة النبلاء والأمينة علي الدعوي الخاصة بهم

سيدي الرئيس حضرات السادة القضاه

نطالب بتطبيق مواد الاتهام

المحكمة ياوهدان هل معك محامين للدفاع عنك

لا ياسيدي الرئيس كلهم رفضوا الدفاع عني خشية البطش بهم وتملقاً للنبيل رضوان

المحكمة 

احترم نفسك وتكلم باحترام

انت هنا في قاعة العدالة والتي اعتليتا منصتها من اجل تطبيق القانون 

 ثم بحثت له عن محامي من الذين تكتظ بهم القاعة ليدافع عنه ولكنهم رفضوا 

الا شاب ابدي استعداده للدفاع عنه

وهنا صاح العوام بالقاعة 

اعدام اعدام اعدام للمحامي ووهدان

المحكمة

هدوء من سيتكلم سيخرج من القاعة

عم الصمت القاعة

الكل ينظر للمحامي الشاب باستغراب واستهجان

كيف يقبل الدفاع عن احد الرعاه ضد احد النبلاء

لقد جلب علي نفسه البلاء

المحامي الشاب

سيدي الرئيس

اطلب البراءة لموكلي

ماذا يفعل اب يري فلذة كبده وهو يسير بجانبه وغلام مستهتر يترك كلبه ينهش في عظم ابنه وهو يضحك

اب يري ابنه وقد لتخط دمائه الارض ومزقت ثيابه

فما كان منه الا ان حاول ان يزود الكلب عن ابنه فوكزه بعصاه فقتله دون قصد

فلو قام الغلام بمنع الكلب عن نهش عظام ابن المتهم ودفعه عنه ومااضطر المتهم الي ضرب الكلب

ولكنه الغلام صاحب الكلب كان يضحك ويسخر 

بل كلما كان يتراجع الكلب يدفعه عليه وهو يقول ليس لمثلكم ايها الرعاة ان يعيش

يحدث هرج ومرج بقاعة الجلسة ويطالبوا الحضور اخراج المحامي من القاعة

ويقولون الويل لك ايها المحامي

كيف تتجرأ وتقول هذا الكلام علي اسيادك

المحكمة هدوء هدوء 

فيعاود الصمت القاعة

وتطلب المحكمة من المحامي الانتهاء

بناء عليه يا استاذ

ويطلب المحامي براءة المتهم واعدام قاتل الابن

ويستجير بالعدالة تعديل نصوص القانون والمساواه بين الجميع في القانون امام القضاء

فكلنا خلقنا من طين وكلنا لأدم وادام من تراب ولا فرق بين راعي من عوام الشعب ونبيل الا بالتقوي

فرب اشعث اغبر لو اقسم علي الله لأبره

واطلب براءة موكلي لانتفاء اركان جريمة القتل وانه كان رد فعل لزود الكلب عن ابنه

وانه كان في حالة الدفاع الشرعي عن ابنه

المحكمة

دفاع النبيل رضوان يتفضل

فيقف اكثر من خمسين محامي من شيوخ المحامين علي مختلف الاعمار يتقدمهم اكبرهم سناً ليتولي مسؤلية الدفاع وينضم اليه الباقين

سيدي الرئيس حضرات السادة القضاه

لقد فقد المتهم المسجي في قفص الاتهام كل انواع المروءة والشهامة والرحمة والاخلاق

لقد انتزعت الرحمة من قلبه

كيف هان عليه ان يضرب حيوان اخرس بعصا غليظة علي رأسه فيردية قتيلا 

وما بالنا وهو دارس لعلم الحيوان

بأي ذنب قُتل هذا الكلب

أن إمرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها فلاهي اطلقت سراحها ولا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض

وباغية سقت كلب ادخلها الله الجنة جزاء لما فعلت

فما بالكم سيدي الرئيس بمن قتل كلب اعزل فلا سقاه ولا تركه يأكل من خشاش الارض

قتله ولم يحبسه

ياليته حبسه وتركه كان سيجد من هو مُعبأ بالذنوب وما اكثرهم فيرق قلبه عليه فيخرجه من محبسه ويطعمه ويسقيه فينال الثواب والجزاء كما نالت الباغية

لقد فقد المتهم بصره وغاب وعية ومات ضميره عندما انهال علي الكلب المسكين بالعصا علي رأسه فأورده قتيلا

أما كان باستطاعته ان يراوده ان يستسمحه وان يطبطب عليه 

حتي يترك ابنه

ماذا كان عليه لو فعل ذلك

مامات الكلب وما حزن وغبن الغلام النبيل ابن النبيل علي فقدان كلبه

يالها جريمة شنعاء ازهاق روح برئية بدون وجه حق

كيف يستطيع الابن الضعيف المسكين ان يهنأ له العيش بدون كلبه

وكيف يكون حاله وعندما يتذكر المشهد الرهيب حال ضرب كلبه بالعصا وهو عاجز عن اي رد فعل تجاه اسعافه

ثم ما شكلنا الآن أمام عالم الكلاب اولاد الكلاب

وماذا يقولوا عنا في منتدياتهم 

كيف لنا ان ننظر في وجوههم بعد الان او نصاحبهم او نتعامل معهم

اين جمعيات الرفق بالحيوان

وماذا سيكتبون عن تلك الجريمة الشنعاء

لو كان الكلب يستطيع ان يتكلم لصرخ بأعلي صوته مرددا 

لقد ضاعت العدالة

لقد ضاعت العدالة 

سيدي الرئيس 

ما رد فعل عالم الكلاب عندما يتطاير الخبر اليهم عبر وسائل الاتصال 

وماذا سيقولون عنا

لقد قتلنا كلب كونه هجم علي غلام من الرعاه واراد قتله

هل وصل بنا الحال لنساوي بين كلاب النبلاء في المعاملة مع الرعاة من عوام الشعب

كيف يستقيم هذا

وماذا لو قاطعونا وفرضوا علينا الحصار واوقعوا علينا العقوبات ومنعوا تصدير الاسلحة والاطعمة المهرمنة الينا

ماذا لو استحصلوا علي توصية من هيئة أمم الكلاب المتحدة علي التدخل في شؤننا تحت مسمي حماية كلاب النبلاء ومقاطعتنا وتقسيم المقاطعة  

من هنا سيدي الرئيس ومن قاعة العدالة وقلبي يعتصر ألماً وحزناً علي انتزاع الرحمة من قلوب البشر عامة ومن قلب هذا المجرم خاصة والذي يحمل رسالة الدكتوراة في علم الحيوان

اناشد نبلاء اسرة الكلب القتيل ان يقبلوا ببالغ مواساتنا لهم سائلين الله ان يلهمهم وذويهم الصبر والسلوان علي مصابهم الجلل واستبدالهم بكلب يكون ابن كلب خيراً منه

ومواساتنا لهم هي بتطبيق مواد الاتهام علي القتيل وتوقيع اقصي العقوبة عليه والتعويض المدني المؤقت وقدره مليون يورو وبراءة موكلي من التهمة المستدة اليه ورفض الدعوي المدنية

المحكمة 

رفعت الجلسة للمداولة

ثم عادت الي الانعقاد

رئيس الدائرة

بعد الاطلاع علي مواد الاتهام وتفحيص وتمحيص الاوراق

وقبل ان تنطق بالحكم 

وجهت حديثها لوهدان والنبيل رضوان

ياوهدان المحكمة راعت ظروفك وشعورك كأب تجاه ابنك والكلب ينهش فيه

ولكنك نسيت ان ماقتلته هو كلب احد النبلاء 

فلا هو من الرعية ولا من كلاب الرعية

ونحن نطبق القانون

ولهذا سنستخدم معك منتهي الرأفة التي يسمح لنا بها القانون وسنكتفي بقطعك رقبتك فقط

ولكن لو تكررت منك مرة اخري سيكون العقاب أشد وأشد

ويانبيل رضوان خالص عزاؤنا في مصابكم الجلل 

وبلغ عزاؤنا لابنكم في موت كلبه

وندعوا الله ان يعوضه بكلب اوفي منه

وليس أمامنا الا تطبيق القانون بقطع رقبة ظلك 

فالتمس لنا العذر

ولو بيدنا الأمر لقضينا لك بالبراءة

ولكنها العدالة التي لانحيد عنها

عود الي مجلسك

حكمت المحكمة اولاً

علي المجرم وهدان السكسوني بقطع رأسة بالفأس وليشهد قطع رقبته طائفة من الرعاة ومن اصحاب الكلاب من النبلاء 

والزام ورثته بأن يؤدوا للنبيل رضوان مبلغ مليون يورو تعويضاً مؤقتا والزامه المصروفات ومائة يورو مقابل اتعاب المحاماه

ثنانيا 

بمعاقبة النبيل رضوان بقطع رأس ظِلهُ بالفأس بعد ان يطول ظله بعد العصر حتي يتمكن عشماوي من قطعها

ورفض الدعوي المدنية واعفائه من المصروفات والأتعاب

وهنا يصفق الرعاة ويهتفون 

تحيا العدل 

رفعت الجلسة

والي الانعقاد لنظر قضية اخري


بقلم الاديب عبد العظيم السيد خليفة المحامي

ويجعله عامر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🌹أطلت كالهلال✍🏻 جاسم الطائي

 ( أطلّت كالهلال ) أطَلَّت كالهلالِ فكانَ عيدُ وقالت : هل أتى فصلٌ جديدُ بخيلٌ أنتَ والدنيا رُدودُ فما لي والهوى قدرٌ عنيدُ وما لي والمدادُ ...