إعصار
...............
كانت المسافة بيننا تكاد تكون صفر
و كان لا يفصل بيننا سوى قبلة شفافة
فقدت بريقها وتلاشت
خلف دخان منسدل من الألم .
حتى نقط الإلتقاء المعلقة على خاصرة الزمن
كانت قد بدأت تتوارى خلف الظل المتدلي
من على غصن شجرة ،
حيث كان يراقب ساعة الصفر في صمت مريب .
و كانت حالة اللاتوافق قد طفحت إلى السطح
في لحظة ضعف متبادل ،
و بدى جلياً أن فرصة اللقاء الأخير
باتت على وشك الأفول ،
فالطريق المؤدي إلى حيث نلتقي
كانت قد أصبحت ملبدة بالفراشات
الباحثة عن ألوانها في سماء قوس قزح
و الأمطار كانت على وشك الهطول
على المدينة النائمة في حضن البحر .
و فجأة ودون سابق إنذار لاح في الأفق
كابوس أسود كالإعصار ،
أجتاح الحلم و ذابت الجسور و الطرقات
بين العواصف و الركام ،
و تبعثرت صرخات الإستغاذة هنا وهناك ،
و ساد الهلع بين الأشباح ،
و طفت الجثث على الدموع ،
وتبخرت المدينة في الطوفان ،
و حال الموت الصامت دون اللقاء المرتقب.
........................
عبدالسميع الشدادي/ اليمن
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق