لغة العيون؛
-------------
للعيون لغةٌ مبهمة
لايفهمها إلأ قلوب العشاق
وللقلوب همهمات وأنين
يركض خلفها المشتاق
أنا لا أعرف المكان
ولا أتذكر الزمان
ولكني اتذكر تماماً
المسافة التى كانت
تفصل بين قلبينا
في تلك اللحظة
وأتذكر حينها أنني
رأيتُ عينيكِ حزينة
فحاولتُ ألتقاط شظايا الكلمات المتطايرة
من بين شفتيكِ
قبل أن تقع في الوحل
وأعدتُ صياغتها على مسامعك بالمقلوب
كي أضمد جرح قلبكِ الدامي
فأراكِ تبتسمين...
ولم أكن قد عرفتُ إسمكِ بعد.!
فقط،
لأنني لا أقوى على رؤية الحُزن
وهو يحرق الورد
ويوجعني كثيراً رؤية الدمع
وهي تجرح الخد
وترهبني كذلك شحرجات القلوب
التى تنبض بالأسى والألم
ولاتجيد العبور أو النسيان..
ولكني فشلت.....
فشلتُ، ومضيتِ أنتِ في الفراغ الطويل تحملين أوجاعكِ
على قدمٍ وساق
وبقيت أنا،
وصورتكِ عالقةً في قلبي
تذكرني بان لي وطنٌ حزين
كعينيكِ.!
كان عليّ أن أجفف الكلمات
قبل أن أعيد صياغتها
كي لا تذوب.!
كان عليّ أن أمدد حبال الوقت
حتى تستوي الأحاسيس
ويمتلئ الشعور.!
كان عليّ أن أحدق ولو قليلاً في عينيكِ
كي أرى مقدار حجم القلب
ومقدار الهوى المخزون فيه.!
ولكن للأسف لم أجد ماء بقلبي
كي أغسل وجهكِ من الأحزان
وليس لديّ وقت فائضاً عن حاجتي
كي أقطع لكِ ثانيةً منه
فتستريحي على رصيف الأشجان.!!
فالهواجس التى باتت بقلبي
طارت مع الريح،
وبقت لساني عارية
بعد تساقط الحروف من أعلى الكلمات،
والأمنيات العالقة بين تلك اللحظات تلاشت رويداً رويدا
وأختفت عن المعنى العريض
وباتت الطريق أمام عيني
تبدو شائكة
وقلبي لايُجيد التصنع في الحب ولايقوى الإنتظار..
فالقلب مثقوب فيه الصبر،
وعلى سبيل الحب
قبلة واحدة لاتكفي لرتشاف الرحيق من فم الورد.
ولن تزهر ورودي في الظلام
فجئةً
مادام المكان محاط بحرارة البعاد...
عدنان المكعشي/اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق