ضُعونُ الزَّيفِ
أبا الجَهلِ لا تنسى فنارُكَ تُستَعَرْ
ومثلُكَ آلافٌ تخونُهُمُ الفِكَرْ
لهُمْ ألسُنٌ فَلْتَى بِحُمقِ جَهالةٍ
هذارُ لُغاهُمْ في الشَّوارعِ يُنتَثَرْ
طُبولٌ وأبواقٌ تَلَجلَجَ رَجعُها
شوائِبُ عصرِ العِلمِ مِن غَثَثِ الكَدَرْ
فما كُلُّ مَن تعلُو العمامةُ رأسَهُ
فَقيهًا وإنْ يَرقَى المَنابرَ وانتَبَرْ
وللشِّعرِ مِطيافٌ يُحلِّلُ طيفَهُ
فما كُلُّ مَن يَذْرو القوافيَ قد شَعَرْ
ويا ناطِحَ الجُلمودِ قرنُكَ لمْ يزَلْ
مع الصَّخرِ غضًّا لو كُدِمتَ ستَنكَسِرْ
أبا النُّصحِ مَن للنّاسِ يَنضَحُ عِبرَةً
فَذاتُكَ أوْلى قبلَ غيرِكَ بالعِبَرْ
ألا أيُّها الغَرقى بوَحلِ غُرورِكُمْ
فلستُمْ سِوى خَلقًا تَشبَّهَ بالبَشَرْ
ويا أيُّها الواعون من نُجُبِ النُّهى
فلا تجعلوا صدرَ المَجالسِ للغَرَرْ
أثارَ بِنا الأعداءُ غائلةَ الصِّبا
وقد سادَ فيهم ذو الحَصافةِ والكُبَرْ
وخلفَ خُطاهُمْ بلْ وتحتَ نِعالهِمْ
رَضِينا بذُلِّ الوَهْمِ في ظُلَلِ الخَطَرْ
ألا فاعلَموا انَّ الحياةَ دوائرٌ
وكلُّ خُطوطِ الدَّهرِ يرسُمُها القَدَرْ
متى يا جُذورَ الخيرِ يَنبتُ عَهدُكُمْ
كما نبَتَ الماضونَ وازدَهَرَ الثَّمَرْ
لعلَّ خُيوطَ الشَّمسِ تُدركُ بَردَكُمْ
وتَعفو على أيَّامِ نَحسِكُمُ الأمَرّْ
وتَمضي ضُعونُ الزَّيفِ في شُعَبِ اللظى
وتَهلِكُ إذْ تأتي الحقيقةُ بالأثَرْ
نَضَى الحَقُّ سيفَ العَدلِ فابْتَلَجَ الدُّجى
عنِ الفَجرِ مَشهودًا بِمُؤتَلقِ النَّظَرْ
فما عادَ مَن يَخشى الظَّلامَ بِحُلكةٍ
وفي الأفْقِ نُورٌ مِثلَ بارِقةِ المَطَرْ
علي الفريحات- الأردن- ٢٠٢٤/٧/١٠م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق