نهاية المطاف
....................
على زقزقة العصافير
و نقنقة الضفادع
و أحياناً على نهيق حماره
المربوط في عشته المعزولة
و صوت نباح كلبه
الذي أصبح بالنسبة له
موسيقى لها مذاق خاص
كونه أعتاد عليها ،
وأحياناً على رشقات
الأحذية و صرخات
زوجته الرعناء
يصحو كل يوم
بتثاقل
يبدأ رحلته ببطء شديد
دون أن يحدد وجهته
و دون تفكير ،
كل يوم على حافة الطريق
يباعد بين خطواته
يهمس في أذن التراب
هل من خلود
لمن لا خلود له ،
فينأ بنفسه عن الجواب
و يستمر في المسير
إلى المجهول
لأنه لا يعي سوى
المجهول
كل شيء يمضي معه
الوقت يسابق نفسه
و العمر يلازم الزمن
دون ملل ،
و يمضي في رحلته
و فجأة عند مفترق طرق
و دون سابق إنذار
ينفصل عن العمر
و يهوي إلى فضاء
زمني مجهول
إلى حيث لا رجعة منه ،
فيبدأ حياة جديدة
بعيدة عن ضوضاء البشر
لكنها حياة ليست كالحياة
التي يعيشها على الثرى
حياة قد يفقد فيها الرهان
لأنه لم يعد له القدرة
على التغيير
لأنه قد خرج عن نطاق
الزمن
و قد ينعم بنعيم دائم
إن كان ساير الصواب
في الحياة الدنيا
وقد يخلد إلى غير ذلك
إن كان سار وراء السراب .
......................
عبدالسميع الشدادي
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق