و ميض أنثى
...................
الليل يهطل على أجواء مخيلتي بغزارة
كعادته يبدأ رحلته اليومية ببطء شديد
الظلام الحالك ينسج خيوطه في كل أرجائي
سكون مريب يخيم على المكان
الوحدة المقرفة تحكم سيطرتها الكاملة
على كل أجزائي
البرد القارس يستعرض مهاراته وقدراته
في إيقاف زخم دفء المشاعر المفعمة بالخفقان
الحزن يتسلل خفية إلى كل ربوعي
و يستوطن قلبي و يشرع في بناء مستوطنات
أخرى على ضفاف وجداني
سيل من إيحاءات و همهمات ذكريات مبعثرة
يجتاح إلهامي يذكرني بانقطاع عاطفي
مضى عليه دهر
تراكمات من الحسرة تتزاحم في مخيلتي
لإعادة تموضعها فيني
كوب من القهوة لم يعد يكفي لكسر
رتابة الوحدة و الخروج من نفق الوحشة
حثيث الأشجار ، خرير الماء و نقنقة الضفادع
لم تعد تجدي لكسر سكون الليل
الكل قد هرول إلى مهجعه بعد عناء طويل
حتى الملل بدأ يلملم بقاياه عله يعثر
على موطئ قدم له يأوي إليه
الوضع يبدو أنه خرج عن السيطرة كليا
حصار مطبق بدى و كأنه يحكم سيطرته
على كل نواحي القصيدة
لا شيء يلوح بالأفق سوى وميض غامض
بدأ يقترب شيئا فشيئا يتسلل إلى قلبي
يتشكل على هيئة همسات رقيقة تغازل اوتاري
و يدين ناعمة الملمس تداعب و جنتاي
و قبلات تتساقط على شفتاي بغزارة دون إنقطاع
لقد كانت تحاول أن تحتويني في صمت مريب
لقد كانت بالنسبة لي كقارب نجاة
جاء على الموعد
و أخيراً بدأ الليل ينجلى و يلملم خيوطه
و بدأ يغادرني بعد ليلة كانت حبلى
بالأسرار المضنية .
..........................
عبدالسميع الشدادي
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق