نجوى
لكلِّ قلبٍ أسى كالبحر مضطربُ
وكيف يَحْجِبُ حُزنَ القلبِ مكتئبُ
لو كان للعقل ضوءٌ يستدلُ به
في عتمةِ الفكرِ لن تسكنْ به الرّيبُ
تبقى الحقيقةُ سرًّا فيكَ تحجبُها
وسْطَ الحشا بخمارِ الصمتِ تنتقبُ
غَزَلْتَ أقنعةَ النسيانِ فاانفتقت
رؤى هواك فكيف الآنَ تحتجبُ
شرَّعتَ أحضانك الظمأى لعابرةٍ
حتَّى استراحَ شعورٌ فيك ينتحبُ
ماأقبحَ البوحَ لو طالت مجالسُه
وقد أطلْتَ وكاد القبحُ ينسكبُ
ماعاد ينفعُ فالأخلاقُ واهنةٌ
اذا تعاظم سوءُ الخلقِ والعجبُ
فالخائنونَ كما الاصنامِ نعرفهمْ
وأنتَ أصلُكَ يعلو كلّما انتسبوا
تفنى مع الصدقِ لو كان الهوى حممًا
وإن طِعنت ففي الأشجانِ تنقلب
دعها فمن يقتفي آثارها بشرٌ
أغراهُمُ وّجهها البراقُ فاستَلبوا
تهتزُّ شوقاً وتبكي كلَّما خطرتْ
وفأس هجرانها بالرّوح يَحْتطِبُ
مازلتَ تنتظرُ الدفلى تفوحُ شداً
والسمُّ يكمنُ في دفلاك يرتَقِبُ
ياأطيبَ الناسِ لا تشفع لعابثةٍ
تكادُ من هَمِّهاَ الأحلامُ تُسْتَلبُ
لم يبقَ في العمرِ ضوءٌ يستضاءُ به
غيرَ ادِّكارٍ بهذا القلبِ يلتهب
وسوف تدري مع الأيَّام أيَّ هوىً
قد عاث فيك فسادا أيُّها الأرِبُ
هدى محمد
٢٠/٣/٢٠٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق