حصافةُ مغرم
قلبٌ أباحَ الحبَّ ثمَّ أراقَه
وهناكَ جفَّفَ في الجوى أوراقَه
لم يغدُ فارسَ حلمِها وغريمِها
فثوى الحصانُ على فصيلِ الناقَه
أمسى بلا عينينِ يفتنُ فيهما
لكنّهُ يزهو بكلِّ أناقَه
ليحقَّ جيدًا كالريامِ بلوغُهُ
ليرى المحبَّ كما يري احقيقاقَه
في الساقِ في عَضُدِ المحبَّةِ رسمُهُ
فكأنّما أومى إليه وساقَه
خلفَ الكرامةِ يستعيدُ نصولَه
وارى ووارى في الصعيدِ عناقَه
ذربُ اللسانِ إذا تحدَّثَ خدُّهُ
والوجنتانِ كلاهما بلباقَه
ما فاقَ إلا في العيونِ وصدغِها
فأصيبَ من يهوى بحمَّى الفاقَه
سرقَ الفؤادَ ولم يبالِ حينَها
إن قلتَ فيه كما يقولُ سُراقَه
فكأنّه شمسٌ تواكبُ ليلها
يبغي الوصالَ كما يريدُ فراقَه
وهنا يسوقُ لواعجًا بدلالِه
نمطًا يُحدِّدُ في الغرامِ سياقَه
هل في الغرامِ حصافةٌ ليودَّهُ
أم كانَ مرتكبًا بذاكَ حماقَه
مُتخوّفًا من حبِّهِ في لحظةٍ
كي لا يضيِّعَ في الهوى أخلاقَه
فمذاقُهُ أمسى بطرفِ لسانِهِ
بالحلو او بالمرِّ فيما ذاقَه
فطلاقُهُ صعبٌ وبعدُ حنينِهِ
نظراتُهُ أخبرنهُ بطلاقَه
فكأنّها حربٌ فحامِ ركنَهُ
واشدد على الحبِّ القديمِ وثاقَه
هو نائمٌ وسطَ الغرامِ بحلمِهِ
صرفَ المحبُّ عن الجوى استيفاقَه
يبقى الحياءُ ركيزةً في ودِّهِ
لم يبدِ في هذا الودادِ صفاقَه
هو زهرةٌ أبدت عليه عطورَها
فكأنّهُ يبهى بتلكَ الباقَه
الحاجبانِ من الحياءِ تكوّرا
أمّا العيونُ فقد بدت توّاقَه
نظراتُه تحكي الكثيرَ بطرفِها
والوجنتانِ إلى الهوى مشتاقَه
العاشقان كلاهما لم يبلغا
أبدًا وفي هذا الهوى أعماقَه
بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق