وصرختَ في سمعِ الزّمان أنا هنا
يا غاصباً منّا بظلمكَ أرضنا
هذا ترابُ الأقدمين جُدودِنا
ومرابعُ الأحفاد تأتي بعدنا
وجثمتَ بالرّجسِ الذي أزرى بكم
لتعيثَ مغرورا بأقصى قدسنا
والعالمُ المأفونُ يشهد بغيكمْ
عُميٌ وصُمٌّ خلفكم عن حقّنا
لن تستقرّوا فوقها وجراحُنا
حبرُ الفداءِ لها وبذل نفوسنا
والعُرْبُ ما ملكوا نواصيَ أمرهم
فظننتُمُ أنّا يتامى أهلنا
في كل يومٍ تُبتَلَوْن بشاهرٍ
للثأر خنجرَهُ يَبَرُّ الموطنا
وتراهُ ينتزعُ السّلاحَ سلاحَكمْ
وبه يسيرُ على الطريقِ تَيَمُّنا
جيشٌ من الأغرارِ يبحثُ راعشاً
في إثر ليثٍ زائرٍ هزَّ الدّنا
( سلفيتُ ) مأسدةُ الرجال وغابةٌ
راحت تجول على ثراكِ أسودُنا
يا عارَ جيشٍ جرّدوهُ لثائرٍ
لم يخشَ جنديا ولا مستوطنا
( سلفيتُ ) دارُ العزّ أنتِ لِتدفعي
للساح فتياناً تردّ حقوقَنا
كل المدائنِ في فلسطينَ ارتدت
ثوباً قشيبا وازدهت ( سلفيتُنا )
روحوا انشروا قطعانكم وكلابَكم
خلفَ الفدائيّ الهصور، وما انحنى
اللهُ أكبرُ من عُتُوّكمُ ، فمن
زرعَ المظالمَ ، غيرَ سُخطٍ ما جنى
لو نامت الدُّنيا ، وظُنّ فناؤنا
قمنا بصبحٍ فيه تسطعُ شمسُنا
رَحِمُ الحمى معطاءةٌ فترقّبوا
في كلّ يومٍ غضبةً من شعبنا
حسن كنعان / ابو بلال