همٌ سائحٌ بين الضلوع لناح ( 2023)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غزى الخيال فزاح الهّم من نـــاح ... أنستُ في لثم الشفاه بذاك مراح
فأزحتُ من كــمدٍ مما أتاني ورائحٌ ... وما رأيت به فيضٌ بودٍ بالمُتاح
فدنا الوصالُ بقربةٍ وهـاج وجــدي ... وضمد نزفي ما تقـــدد بالجراح
فأمنتُ أن ذاك الضـنى بيّ راحـــلٌ ... كنبوءةٍ بالكذب ما قالت سُجاح
لكنما أسلٌ لقومي للقتيل تــرادفتْ ... مما استعانوا أظافراً باتت رماح
فأسرجتُ خليي كي أنال بولـــهها ... كمن يُفرج قيدهُ طَــلقُ الــسراح
فنبذتُ كأس الخمر سعـــيتُ رفته ... وقلتُ له كفاك بسقيَّ المر طّـفاح
بأي فعالٍ تشينُ بفعل من صــبا ... حتى أكـون من عدم الخفيّ مماح
فراحت عيون الجن ترقب والـــهً ... منذور رأس بسيف قاطـعٍ سـفاح
فضاق الفضاء مما وجدت بغادة ... قتيلُ البرى شوكا بـسلٍ بالــبطاح
كمن عاف سرب الأهـــل هاجراً ... كحيّرةِ ضبٍ فقد المـــلاذ مــطاح
فخلعت ثوب الرث بالغيٍ مُـــعدم ... كزغب الحــمام بلا ريش الـجناح
فرهنت ذاتي للذحال فداء عشقٍ ... ككبــــــــش الـفدى بالرفس نـطاح
فأغمضتُ عيني هـــول ما أرى ... تذكرتُ لهوي بليل الوالهين ملاح
حتى اشتكي ليلي القتيل لصـبوةٍ ... وأبكر صبحي غُراب البــين صاح
ولقد وهنتُ بذاتٍ تملــــكها نصب ... في بحر عشقٍ غدا بـــالدم سباح
فسكبتُ دمعي فوات الحلم فجـأة ... وقلتُ لصدري هل كفاك بــما لاح
وهل كفتك نوائبٌ بالعشقِ تلهى ... وتُعاند النــزف فيك الجرح نـضاح
وأنت تذكرُ ما خلت أيام سُـــــهداً ... ولفرقةِ الصـــنوين أدراج الرياح
أنسيتَ عـــهداً قد قطعت لــواله ... ورداء أرضك نازعاً ذاك الوشـاح
فما كنت تدري بالوشاة وفعــلها ... ومن كان يعوي كــــــالكلاب نبـاح
كمن تذلل كلباً بهز ذيلٍ عظمـة ... أفتى لجوع له أكل الـــجراء مـباح
فغاصت ركابك بالذلول بمركب ... طمسٌ بسمعك رقـيَّ الأذن صـداح
فلا ألومك في غرام بأنك جـائح ... وعن الصواب ضئيل العـقل نواح
ففاق المقنن كأس الهجر حـــدهُ ... وسموم هجرك عز الصــيف لـفاح
فهل رضيت بفعل الغيظ شانئـهُ ... نسيٌ بقدٍ للضــلوع ونزغٍ للصـفاح
فعد لرشدك ما ألفت بما قضى ... بسم الزعاف سقــــينا الصدر نفـاح
أبو مصطفى آل قبع